يبدو أن آخر خرجه في الحوار المخدوم لعبد الله الشيباني في هسبريس، لم تأتى اكلها فتفضل علينا برسالة أراد لها أن تؤرخ كرسالة شيخه الاسلام أو الطوفان. الشباني الذي شاب في دهاليز الجماعة تكرم علينا بصورة من أرشيفه الخاص مع رفاق الدرب في العمل الدعوي السياسي الخلفي و المقرئ أبو زيد الادريسي، الذي شاخ بدوره على كراسي البرلمان حتى وجد النوم الطريق إلى جسده و هو جالس.
و الحقيقة أن إستراتيجية الشيباني الزوج الملحق بالدائرة السياسة واضحة، ففضائح الجماعة و مشاكلها تتعاظم، و ما من حل لخلخلة المشهد هو تسجيل خرجة غير محمودة العواقب. و ما لا يعرفه الزوج الملحق هو أن رسالته ليست سوى وعد و وعيد و سجع للمتكهنين. فالمزايدات السياسية على إخوان بنكيران الذين اختاروا العمل تحث يافطة الشرعية، لن تجدي نفعا. فهناك دائما من يزايد أكثر و خصوصا عند الملتحين و المتأسلمين. فإذا كان الكفر ملة واحدة فالمتأسلمون ملل و نحل و شيع و مذاهب و في الاختلاف رحمة.
و الحقيقة أن رسالة الشيباني جائت في وقتها لتكشف الوجه الحقيقي للجماعة التي تريد الاستبداد بالرأي و الانفراد بالبلاد و العباد، و الويل لمن خالفها الرأي و الطريق حتى و إن اختار الطريق السليم.
و إذا كان الشيباني يمر من المزايدة على إخوان بنكيران إلى التطاول على الملك، فعليه أن يبدأ من جماعته التي تجبي الاموال و العطايا من الاتباع و تجمع جلود الاضاحي كصدقة و تبيع و تشتري فيها كما تشاء.
إذا كان الزهد و التعفف من شيم المسلم، فلا نرى من أصحاب الشباني إلا اللباس الفاخر و السيارات الفاخرة و الشقق و الفيلات. فإذا كان المال زينة الحياة الدنيا، فالمال عصب الجماعة و قدس أقداسها به تروض الاتباع و تستعبد المريدين. فلا عجب أن لا يرى الشيباني في الدولة و رمز الدولة سوى المال.