يتزامن الدخول المدرسي لهذه السنة مع مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به في المغرب يوم الاثنين 12 شتنبر 2016. وتشكل هاتان المناسبتان لحظتين مهمتين في حياة الأسر المغربية، وذلك بالنظر لما تفرضانه عليها من تغيرات في عاداتها أو اكراهات، وخاصة المالية منها. وبخصوص هذه السنة، فان وقع نفقات هاتين المناسبتين سيتزايد أكثر،خاصة بالنسبة للأسر المعوزة، حيث ستتجاوز نفقاتها 78٪ من متوسط إنفاقها الشهري.
وباعتبار نتائج البحث الوطني حول نفقات واستهلاك الأسر الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط بين يوليوز 2013 ويونيو 2014، فان نسبة قليلة من الأسر المغربية لا تقوم بأداء هذه الشعيرة خلال عيد الأضحى. وقدوصلت نسبتها إلى 4.7٪ خلال 2013/2014، مقابل 5.2٪ خلال الفترة 2000/2001.
ويتضح من خلال هذه المعطيات أن عدم ممارسة هذه الشعيرة ينتشر أكثر في الأسر الحضرية والأسر الفردية، حيث تصل نسبة سكان المدن التي لم تقم بذبح الأضحية 5.9٪ مقابل 2.5٪ في البوادي. كما أن حوالي نصف الأسر الفردية (46.5٪)، لم تقم بذبح الأضحية خلال 2013/2014.وتنخفض هذه النسبة لتصل إلى 0.8٪ لدى الأسر المكونة من 6 أفرادفأكثر.
وبالإضافة إلى ذلك، فان الأسر التي لم تمارس هذه الشعيرة، تنتمي أكثر إلى الأسر الغنية والمتعلمة، حيث أن ما يقرب من 12٪ منها، تصنف ضمن10٪ من الأسر الأعلى دخلا، مقابل أقل من 2٪ من بين 10٪ من الأسر المعوزة. كما تصل نسبة عدم أداء هذه الشعيرة إلى 11.6٪ ضمن الأسر التي يسيرها شخص بمستوى تعليمي عال مقابل أقل من 4٪ للأسر التي يسيرها شخص بدون مستوى تعليمي.
وتشكل مصاريف عيد الأضحى ما يقرب من 29٪ في المتوسط من الإنفاق الشهري العام للأسرة المغربية. وحسب المعايير المعيشية للأسر، تفوق هذه النسبة النصف (57٪) بالنسبة ل 10٪ من الأسر المعوزة، مقابل 15٪بالنسبة ل 10٪ من الأسر الميسورة.
وتجدر الإشارة إلى أن كمية اللحوم المستهلكة بمناسبة عيد الأضحى تشكلما يقرب من 41٪ من اللحوم الحمراء المستهلكة سنويا من قبل الأسرالمغرية. وتصل هذه الكمية إلى 65.4٪ لدى 20٪ من الأسر الأقل يسرا،مقابل 31.3٪ من لآسر الأكثر يسرا.
ومن جهة أخرى، ارتفع متوسط أسعار الأضحية من 1100 درهم إلى 1841 درهم ما بين 2000/2001 و 2013/2014، مسجلا بذلك زيادة تناهز 67٪،أي ما يعادل 4٪ سنويا. وفي هذا الصدد، بلغ مجموع نفقات الاسر ما يناهز 13 مليار درهم.
نفقات الدراسة في ارتفاع يتقل كاهل الأسر الأكثر فقرا
وشهدت أسعار قطاع التعليم ارتفاعا مستمرا خلال السنوات الأخيرةوبوتيرة أعلى من أسعار الاستهلاك. فمنذ سنة 2007، تطور السعر الإجمالي لقطاع التعليم سنويا بنسبة 3.4٪ في المتوسط، مما أدى إلى ارتفاع نهائي يقدر ب 40٪. وتعتبر قطاعات التعليم الثانوي والابتدائي الأكثر حيوية في هذا المجال، بزيادة سنوية تقدر ب 4٪. ويلاحظ أن الرسوم الخاصة بالتسجيل حققت أكبر ارتفاعا (4.7٪ في المتوسط) بالمقارنة مع رسوم التعليم (3.3٪).
وتمثل الأسر التي لديها طفل واحد على الأقل في المدرسة 62.2٪ منمجموع الأسر، وتنفق ما يقرب من 1751 درهم أثناء الدخول المدرسي، أي ما يناهز 26٪ في المتوسط من ميزانيتها الشهرية. وتنفق الأسر المغربية ما يقرب 844 درهم على كل طفل، ويتغير مستوى هذا الإنفاق حسب وسطالإقامة (1093 درهم لسكان المدن مقابل 443 درهم في القرى)، و أيضا حسب السلم الاجتماعي (2099 درهم بالنسبة ل 20٪ من الأسرالميسورة، مقابل 373 درهم بالنسبة بالنسبة للأسر المعوزة).
المصدر المندوبية السامية للتخطيط (رسمي)