اعتبر الباحث محمد الغالي، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري، غياب بعض قيادات الأحزاب عن لوائح المرشحين بخصوص الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلى التحولات العميقة التي يعرفها سلوك الناخب، الذي أصبح اختياره مبنيا على اعتبارات براغماتية وليس فقط اعتبارات تحكمية محيطة، وهذا حسب المتخصص يعبر عن نوع من الذكاء في التخلص من الضغوطات والاكراهات التي يمكن أن تصاحب الحملة الانتخابية لبعض المرشحين الذين لهم أوضاع اعتبارية استثنائية مثل الوزراء أو المسؤولين النافذين أو الأمناء العامين للأحزاب، ويعملون على دفع الناخب لوضع صوته في اتجاه معين.
واعتبر الغالي في حوار مع يومية "الصباح" في عددها الصادر اليوم الخميس 25 غشت الجاري، أن اختيار عدم الترشح من قبل هؤلاء فيه قراءة سلبية لأدوارهم في القيام بمهام التمثيل وتحقيق القرب الانتخابي في الانصات والتواصل المباشر مع السكان، خصوصا بالنسبة إلى من يتحمل بعد انتخابه مسؤولية حكومية أو مسؤولية ما، حيث تجعله كيفية تدبيره معزولا عن القواعد الانتخابية مما يقرأ على أنه تنكر لهذه القواعد، ونوع من اللامبالاة في التعاطي مع همومهم ومشاكلهم.
واختار عدد من زعامات الاحزاب من كل الاصناف الادارية و العتيدة و المتياسرة و الصغيرة و الكبيرة الاختفاء عن الدوائر الكبرى في عدد من المدن، لصعوبة مواجهة الناخبين بلغة الخشب و الديماغوجية المعهودة، مفضلين التريت حتى يتبن طعم الطبخة الانتخابية المقبلة.