جدار برلين الخفي
يشكل تمادي الجزائر في صم آذانها لدعوات المغرب و معه المجتمع الدولي لفتح حدودها مع جارها ألمغرب، حالة خاصة في العالم لم تشهدها إلا فترة الحرب الباردة و جدار برلين السحيق.
فالنتيجة لهذا القرار السياسي من قبل الجزائر هو تقطيع أوصال العلاقات لشعبين جارين و معاقبة أسر و عائلات بسيطة قسمت بين جانبين لحسابات السياسيين الضيقة ضدا على مصالح الشعوب.
فالرفض القاطع لسياسة اليد الممدودة للمغرب قصد التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية لا يجد له أي مبرر اليوم في عالم يتحول و يتغير نحو منطق السلم و التنمية و التعاون.
لقد التزمت أعلى سلطة في المغرب مند سنوات و بإلحاح على تأكيد أن يد المغرب ممدودة لأشقائنا في الجزائر، قصد بناء علاقات بمنظور مستقبلي يتجاوز المواقف المتقادمة.
فإذا كان هذا الموقف من قبل الجزائر يدخل في إطار المشكل المفتعل حول الصحراء، فهذا الموقف المؤسف لن يثني المغرب على مواصلة جهده و تعاونه الدؤوب مع المساعي الأممية للوصول الى حل سياسي ، توافقي و نهائي للخلاف الإقليمي حول مغربية الصحراء.
إن استمرار إغلاق الحدود من جانب واحد أصبح اليوم مرفوضا من قبل الأجيال الجديدة و القوى الحية في الجانبين. و منطق الرفض ينم عن مواقف رجعية و عن عقلية ضاربة في القرن الماضي حيث كان الصراع بين القطبين يحكم العلاقات الدولية.
إن ما يحكم علاقات الدول اليوم هو المصالح المشتركة و التواصل و الحق في التنمية و بناء دولة الرفاه الاجتماعي، التي يشكل إقفال الحدود أحد عوائق بنائها. فالتكلفة الاقتصادية لعدم الإندماج المغاربي باهظة الثمن. و من يقف اليوم حجر عثر في طريق مغرب الشعوب، سوف تحاكمه الأجيال القادمة كمجرم في حق التاريخ و في حق الشعوب في التنمية و التنقل و العيش بأمن و أمان.