اجمع زعماء أحزاب اليسار خلال ندوة وطنية حول موضوع” في ضرورة اليسار” نظمت من طرف مؤسسة المشروع السبت بالرباط، على القيام بنقد ذاتي لتجربه اليسار المغربي بكل تلاوينه. و تحول اللقاء لما يشبه جلسة لجلد الذات و وضع الاصبع على مكامن الخلل .
و قال الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر،أننا نعيش اضمحلال اليسار رغم التضحيات التي أوصلت البلاد لبعض المكتسبات التي عملت على إنقادها من السكتة القلبية. مشيرا ان التضحيات التي قام بها اليسارهي التي كشفت الاختلالات التدبيرية و جعلت جزء من اليسار يتحمل المسؤولية.
و شدد لشكر على ان ان قوى اليسار تركت مسؤوليتها التاريخية في التعبير الحر والمستقل للقوى المتطرفة، وتوغلت في أزمة تدبير الأزمة ، مما جعلها تعيش مرحلة اضمحلال. وأضاف لشكر ان جزء من اليسار المغربي يتحمل المسؤولية في تدبير الأزمة، من خلال الخلافات الظاهرة . و اوضح لشكر ان اليسار الاتحادي تحمل عبىء النظام السياسي و ترك مجال التعبير الحر و الصريح للقوى المتطرفة حتى اصبح كعديم الموقف من الإحداث و المتفرج على ما يقع.
وواصل لشكر قائلا "اصبحنا نجري وراء الاحداث بدل تاطير القوى الفاعلة في المجتمع ، اصبحنا حبيسي العقم و الدفاع عن المواقع و هو ما نتح عنه جمود المنظومة الفكرية التي تعطي الأجوبة".
الاصلاح الدستوري في أفق ملكية برلمانية
وطالب لشكر بتأسيس قطب سياسي واضح المعالم، و مشروع مجتمعي من اجل تجاوز حسابات ضيقة وجلد الذات وطي صفحة السجالات المتنافرة والتفرغ لبناء ملكية برلمانية ديمقراطية ودستورية. ووصف لشكر الحقل السياسي المغربي بالتجاذب بين قطبين : قطب النموذج الزبوني في العمل السياسي التي يعتمد على الاعيان و نموذج العمل الاحساني و استعمال االدين ، حيث تمكن هذان النموذجان من تحقيق نتائج باستغلال الفقر في حين تراجع اليسار.
وشدد لشكر على اننا في حاجة اليوم لقطب سياسي واضح المعالم و لخط سياسي أكثر وضوحا، عبر تنزيل الدستور بقوانين واضحة، و تنظيم سلطة الدولة و أجهزتها و فصل السلط و سيادة كلمة الشعب عبر الانتخاب الحر و المحصن من تدخل اللوبيات و إخضاع الجميع للمحاسب....و مواصلة إصلاح الدستور في أفق ملكية برلمانية.
وعرفت الندوة مشاركة إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وعبد الواحد سهيل عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، و علي بوطوالة عن أحزاب الطليعة و مصطفى البراهمة عن النهج و عبد السلام العزيز عن المؤتمر الوطني الاتحادي إلى جانب فعاليات أكاديمية ومجتمعية من بينها محمد سبيلا وعبد الله ساعف ومحمد الحبيب طالب وكمال عبد الللطيف و ادريس بنسعيد