أبوظبي-متابعة
منحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الخبير المغربي في قطاع زراعة النخيل الدكتور عبدالوهاب زايد لقب سفير للأمم المتحدة للنوايا الحسنة، تقديرا لجهوده ومساهماته الكبيرة في تنمية وتطوير القطاع الزراعي على المستويين العربي والعالمي من خلال العديد من الأبحاث والدراسات والتجارب التي قدمها وانعكست ايجابا على تطوير القطاع الزراعي وبخاصة نخيل التمر.
ويمثل عبد الوهاب زايد، الذي يشغل منصب مستشار الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، نموذجا مشرفا لمغاربة العالم وقدوة ومثل يحتذى للشباب العربي الناجح الذي ترك بصمات واضحة خلال مسيرته العلمية والعملية من خلال المناصب التي تقلدها ضمن مسيرة طويلة جاءت حافلة بالنجاح والانجازات، فاستحق تقدير واهتمام العديد من المنظمات العالمية والحكومات والهيئات الدولية.
وبهذه المناسبة، أعرب الخبير المغربي عبدالوهاب زايد عن سعادته بهذه التكريم، مؤكدا ان هذا التتويج الرفيع يحمله المزيد من المسؤولية لأداء رسالة سامية وتحقيق المزيد من الإنجازات.
وعبر عن متمنياته، خلال لقاء صحفي عقد اليوم الأربعاء بهذه المناسبة بأبوظبي بحضور المهدي الإدريسي، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام إلى جانب جمهور غفير من المتتبعين ، في أن يكون على قدر هذه المسؤولية وعند حسن الظن ليعطي الانطباع والصورة الحقيقية لأبناء الأمة العربية وتعزيز الدور الهام لهذه الأمة في المساهمة في صنع الحضارة الإنسانية.
.
وخلال هذا اللقاء الصحفي، أكد ممثل منظمة (الفاو) بالإمارات أن هذا التكريم وهذا اللقب الممنوح لعبد الوهاب زايد من طرف منظمة الأغذية و الزراعة الأممية هو تقدير واعتراف بالتقدم والتطور الذي شهده القطاع الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الإدريسي في هذا الصدد "إن بصمات الدكتور عبدالوهاب زايد في القطاع الزراعي كثيرة، وكان دائما النموذج المشرف للشباب العربي الناجح الذي أثر بشكل إيجابي كبير في جميع الوظائف التي شغلها وسخر علمه ومعرفته لخدمة القطاع الزراعي والعمل على تطويره لخدمة البشرية وخاصة خلال عمله في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمدة 20 سنة".
وأشار إلى أن جميع المشاريع التي أشرف عليها عبد الوهاب زايد بتكليف من البرنامج وفي العديد من الدول، مثل بوركينافاسو وناميبيا والأردن والنيجر ونيجيريا وسورية، وتونس واليمن، حققت نجاجا كبيرا وعملت هذه المشاريع على المساهمة في تطوير القطاع الزراعي والأمن الغذائي في تلك الدول.. إضافة إلى جهوده الكبيرة في تطوير قطاع نخيل التمر من خلال عمله أمينا عاما لجائزة خليفة الدولية لنخيل، فأعطى بغير حدود واستحق تقدير واهتمام العديد من المنظمات العالمية والحكومات والهيئات الدولية، وتكريمه اليوم هو جزء من هذا التقدير الذي يستحقه سعادته
و الدكتور عبد الوهاب زايد خبير مغربي في مجال زراعة نخيل التمر، من مواليد مدينة فاس سنة 1956 بالمملكة المغربية، تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي بالعاصمة العلمية، وكان شاغله الأساس أن يحقق حلمه وحلم والده رحمه الله، في أن يصبح مهندسا زراعيا.
بعد نيله شهادة الباكالوريا من ثانوية (مولاي رشيد بفاس) التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط، وتخرج منه مهندسا زراعيا، ليشد بعدها الرحال نحو الغرب لاستكمال دراساته العليا في مجال البحث الزراعي.
وكانت جامعة (كاليفورنيا ريفرساي) مقصده وملاذه المعرفي ومعينه العلمي، ثم جامعة (كولورادو، التي نال منها شهادة الدكتوراه في البستنة الزراعية عام 1990، ثم دراسات ما بعد الدكتوراه برعاية من مؤسسة (فولبرايت) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
بعد سنوات التحصيل العلمي في الولايات المتحدة، التحق نهاية تسعينيات القرن الماضي بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط، متخصصا في مجال البحث الفلاحي، ومحاضرا بجامعة القاضي عياض بعاصمة النخيل مراكش.
بدأ مسيرته العملية العالمية بالعمل بوظيفة كبير الخبراء الفنيين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، وكذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمدة 20 سنة، ويقيم حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعمل مستشارا في وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية وأمينا عاما لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر.
يتمتع عبدالوهاب زايد بحماس كبير، حيث عمل بجد وإخلاص في مجال زراعة النخيل وانتاج التمور، وساعده في ذلك حبه وشغفه في هذا الشجرة المباركة، فأضحى واحدا من الأسماء التي صنعت لنفسها مسارا مهنيا واعدا وترك بصمات واضحة في أكثر من محفل، وشهدت له بالنجاح والتميز كافة المؤسسات والمنظمات الدولية التي عمل بها، حيث حقق شهرة كبيرة من خلال انجازاته وأبحاثه المتعددة التي ساهمت بشكل كبير في تطوير قطاع نخيل التمر والنهوض به زراعة وانتاجا وتسويقا.
وكان عبد الوهاب زايد قد التحق بدولة الإمارات العربية المتحدة في 01 يونيو عام 2000م، وذلك لقيادة مشروع لتطوير زراعة نخيل التمر باستخدام تقنيات زراعة الأنسجة، وكان وقتها يعمل في مشروع مماثل في جمهورية ناميبيا.
وحرص على حشد الدعم المجتمعي لنخيل التمر، الذي يمثل قيمة كبرى في منطقة الخليج، وتمكن من تحضير الاجتماعات الأولية لإنشاء "جمعية أصدقاء النخلة".
كما اقترح فكرة إنشاء معرض شامل للنخيل والتمور، وأشرف بنفسه على تنفيذ الفكرة، حيث أقيمت الدورة الأولى للمعرض في العام 2005م، وكان حدثاً فريداً في تاريخ المعارض بدولة الإمارات، وجذب انتباه الجميع. وأشرف على تنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات والورشات العلمية المتخصصة في زراعة نخيل التمر سواء في دولة الإمارات أو على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن أهمها سلسلة المؤتمر الدولي لنخيل التمر ما بين 1998 و2014. وهي منتديات علمية رفيعة المستوى ,تنظم كل اربع سنوات يتم فيها تبادل المعارف والخبرات، والتعرف على أحدث التقنيات في مجال نخيل التمر.
كما نجح عبد الوهاب زايد في إقامة الشبكة العالمية لنخيل التمر، والتي تتخذ من وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور التابعة لجامعة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها.
إلى جانب ذلك أشرف عبدالوهاب زايد على تأهيل عدد من الكوادر الوطنية لتولي المسؤولية في قطاع نخيل التمر بدولة الإمارات، وذلك على صعيد مختلف المؤسسات والوزارات المهتمة بقطاع الزراعة بصفة عامة والنخيل بصفة خاصة.
وخلال مسيرته الحافلة أشرف عبدالوهاب زايد على مشروع لنقل التكنولوجيا الحديثة في مجال زراعة النخيل بجمهورية الهند وهو المشروع الذي رصدت له شركة هندية مبلغا يناهز 20 مليون دولار، وذلك في إطار اتفاقية تعاون بين شركة "أتول" الهندية المحدودة وجامعة الامارات، لتزويدهم بالخبرات الموجودة في قطاع إكثار النخيل عن طريق زراعة الأنسجة. وبمساهمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تم إنشاء مزرعة نموذجية متقدمة تصل مساحتها إلى 200 هكتار تحتوي على أجود أصناف النخيل الدولية، ومختبر زراعة أنسجة النخيل بالهند هذا الإنجاز الذي ساهم في توسيع رقعة النخيل في شبه القارة الهندية وعمل على تلبية حاجياتها في ما يتعلق بالتمور وتصديره إلى الدول المجاورة.
ويحرص الدكتور عبدالوهاب زايد على التواصل مع كبريات المعاهد والمختبرات العلمية الدولية المتخصصة في تطوير الزراعات، كما يواظب على الحضور والمشاركة في أرفع المؤتمرات العلمية التي تعنى بزاعة نخيل التمر على مستوى العالم.
ولعبدالوهاب زايد العديد من المؤلفات العلمية أهمها كتاب عن نخيل التمر، صدر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالعربية والإنجليزية، وصدر منه عدة طبعات، ومعجم مصطلحات التقنية الحيوية في الزراعة والغذاء، وقد صدر أولا بالإنجليزية، ثم ترجم إلى خمس لغات عالمية ، وكتاب بعنوان (النخيل في القرآن والسنة).
ولم يبخل الدكتور عبدالوهاب زايد بعلمه ومعرفته على بلده المغرب، فأنشأ في نواحي مدينة مراكش مشروعا للاستثمار في الأشجار المثمرة على مساحة 25 هكتار، وحوضا للري بالتنقيط بسعة 30 ألف متر مكعب لتخزين المياه. كما أنشأ مختبرا لزراعة الأنسجة النباتية لشجر النخيل بمدينة مراكش على مساحة ألف متر مربع مع بيوت مغطاة
.