بعد إعلان المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن مضامين تقريره الموضوعاتي حول وضعية المساواة والمناصفة بالمغرب و توصيته بالمساوات في الارث و حق فسخ الزواج للمراة. بدأت ردود الفعل تتقاطر ، حيث تباينت الآراء بخصوص التوصيات المتضمنة في التقرير خاصة تلك المتعلقة بالمساواة في الإرث بين الجنسين، بين مؤيد من طينة الدائرين في فلك تيار اليزمي ومعارض.
وفي هذا الصدد، قال الشيخ حسن الكتاني أن "ما جاء في التوصيات هو خطوة خطيرة لنسف البقية الباقية من الشريعة الإسلامية في هذه البلاد"، مضيفا أن "هذه البلاد بلاد إسلامية منذ 14 قرنا وأهلها مسلمون ومحبون لدينهم، وهؤلاء الذين في المجلس الوطني لحقوق الإنسان هم فئة علمانية تسعى لفرض رأيتها على المجتمع المسلم وتدعي بأن هذه الرؤية رؤية كونية وعالمية".
وتابع الكتاني بالقول :"الحقيقة هي أن الأمم المتحدة تسعى لفرض رؤيتها على العالم كله، وهذه الرؤية هي رؤية خطيرة صرحوا بأنهم سوف يسعون إلى إزالة أي فوارق بين الجنسين حتى نصل إلى درجة الزواج المثلي ".
اليزمي و مجلسه الذي لا يرى في الانتهاكات الا الإرث و تصويت حاملي السلاح، يسعى لتمرير مشروع قانون ينظم عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان و يقوي من صلاحياته كمؤسسة دستورية مستقلة ويعطيه صلاحية إبداء الرأي للحكومة والبرلمان و احتضان آلية الوقاية من التعذيب.
و يبدو أن الكثيرين لم يفهموا لماذا مرر اليزمي و مجلسه المهلهل هذه التوصية المثيرة للجدل في هذه المرحلة بالخصوص. و السبب بسيط جدا، فاليزمي يعرف أنه ذاهب إلى حال سبيله بسبب فشله في تذبير عدد من الملفات ، فرفع سقف المطالب "الحقوقية" يخدم ملفه الشخصي غدا حين يأتي وقت استجداء المنظمات الدولية للحصول على منصب كاهن او شماس في تراتبية كهنوت حقوق الإنسان الدولي. فاللعبة كلها هي أن المخزن رجعي و محافظ و أنا و أمثالي حداثيون و علمانيون نفهم الغرب أحسن من هؤلاء المتخلفين.
اليزمي حول مجلسه الى ذنب تابع لتيار سياسي يبيع و يشتري بحقوق الانسان و يمارس السياسة المغلفة بشعارات حقوق الانسان ، و هو ما ظهر جليا مع أعضائه الباهتين و مع توصية تصويت حاملي السلاح و التقرير الفضيحة حول ملاحظة الانتخابات الذي صاغه عضو في الاصالة و المعاصرة و صرفه الي عدد من متعهدي الرصد و التتبع الجمعوي.
أما التحفة فهو لقاء الأسبوع الفارط بالرباط لتقييم "المنتدى العالمي لحقوق الإنسان" الفاشل بمراكش الذي صرفت فيه الملايير. فعوض الوقوف على النتائج الباهتة و اسباب فشل المنتدى ، استغل الحاضرون من جمعيات السفريات توقيع بيان للتضامن مع المعطي منجب.
سبب واحد يجزم بفشل هذا المنتدى الغوغائي هو عدد تقارير المنظمات الدولية حول التعذيب التي سودت صورة المغرب في الخارج. فأي دور قام به اليزمي و من معه في هذه التقارير الدولية المتحاملة على المغرب رغم كل الاعتمادات التي استهلكها خلال سنوات.