أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في تصريح صحفي ، ان توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الائمة و الذي جرى تحت رئاسة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، هو "حدث ديبلوماسي مهم" ، مبرزا أنه "لأول مرة يوقع إعلان مشترك مع بلد ينتسب الى الحضارة الغربية ويقع اتفاق حول مسائل اساسية تهم استعمال الدين وتضع الاصبع على ما ينبغي ان يكون عليه الدين كمصدر للخير والسلام والمحبة ".
وأشار التوفيق الى أن "تكوين الائمة في المغرب ليس بالأمور المستجدة، في حين ان تكوين الائمة في بلد مثل فرنسا يبقى من الامور الجديدة " ،مبرزا ان "الاعتراف بأهمية تكوين الأئمة هو اعتراف بالنموذج المغربي ،الذي ينبع من إمارة المؤمنين ،التي هي حامية الملة والدين من كل ما يسيئ اليه والساهرة على ترقية الامور المرتبطة بالدين ،ومواكبة ما استجدت عليه من امور عديدة ،منها ما يتعلق بتفاصيل الحضارة الحديثة وما ينبغي الاجوبة عنه من اسئلة هذه الحضارة، ومواكبة ما يقع من تقدم في العلوم الانسانية، ومواجهة ما وقع من تلوث في الجو السياسي ومحاولة استغلال الدين في السياسة" .
من جهته قال عبد السلام الأزعر مدير معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدات في تصريح لموقع "زووم بريس" أن تكوين أئمة فرنسيين بالمغرب، جاء يطلب من اتحاد مساجد فرنسا الذي تقدم بطلب لأمير المؤمنين الذي تفضل بالموافقة عليه. و أضاف ذ الأزعر " اليوم الدولة الفرنسية هي من تطلب رسميا من المغرب القيام بذلك". و شدد مدير معهد محمد السادس لتكوين الائمة أن النموذج المغربي في تكوين الأئمة أثبت نجاعته و أعطى الدليل على انه صالح للتعايش في بيئة أخرى لها عادات مختلفة، و هذا بسبب الوسطية و الاعتدال التي يتسم بها الإسلام المغربي.
و أظاف ذ.الازعر أن 20 طالب فرنسي التحقوا بمعهد محمد السادس لتكوين الائمة فيما سيلحق بهم ثلاثون طالب أخر متم هذا الشهر.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين البلدين على أن يتولى المغرب تكوين أئمة لفرنسا على أن يختارهم المغرب وفق مقاييس معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدات وبتوافق مع مساجد فرنسا وجمعيات المساجد، مع حرص باريس على أن يكون هناك تكوين تكميلي في فرنسا حسب ما تقتضيه قوانينها ومساطرها.
وأشار وزير الوقاف أحمد التوفيق ،بخصوص ديباجة الاعلان المشترك المغربي الفرنسي ،الى أن هذه الديباجة تنص على " امور مشتركة حول إرادة تكوين جيل جديد من الأئمة من أجل إسلام بعيد عن التحريف والفتنة ،التي هي عدوة الدين ،وبعيدا عن كل ما يسيئ الى هذا الدين، وهي مسألة مشتركة لأن المسلمين أينما كانوا ترعاهم إمارة المؤمنين ،خاصة اذا كانوا من رعايا أمير المؤمنين في المغرب أو في غيره من البلدان".
وينص الإعلان على إنشاء آلية للتتبع والتنسيق بين البلدين وعقد اجتماعين على الاقل في السنة بحضور وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتنمية الدولية عن الجانب الفرنسي،ووزراتي الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن الجانب المغربي.
وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.