أكدت وكالة الأنباء الجزائرية، خبر احالة الجنرال توفيق على التقاعد واستخلافه ببشير طرطاق، وجاء في برقية الوكالة الرسمية:
"أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مهام رئيس قسم الاستخبارات و الأمن الفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد حسبما أفاد به اليوم الأحد بيان لرئاسة الجمهورية.
و جاء في البيان أنه "بموجب أحكام المادتين 77 (الفقرتين 1 و 8) و 78 (الفقرة 2) من الدستور انهى رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم مهام رئيس قسم الاستخبارات و الأمن الفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد".
وأضاف المصدر أن الرئيس بوتفليقة عين عثمان طرطاق رئيسا لقسم الاستخبارات و الأمن.
و كان عثمان طرطاق و هو لواء متقاعد يشغل الى هذا اليوم منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية و سبق أن تقلد مسؤوليات عليا بمصالح الإستخبارات والأمن."
وكانت قناة "النهار" الاخبارية أعلنت في وقت سابق من نهار اليوم، عن انهاء مهام العسكري الأكثر اثارة للجدل في تاريخ الجزائر المعاصر.
الرجل اللغز في تاريخ الجزائر المعاصر
محمد لمين مدين المعروف بالجنرال "توفيق" من مواليد 1939 بمنطقة قنزات بولاية سطيف، شغل منصب رئيس المخابرات الجزائرية من سبتمبر 1990 الى غاية نهار اليوم، وحيكت حوله العديد من الأساطير.
باحالة توفيق على التقاعد يكون تم اسدال الستار على فترة هامة من تاريخ الجزائر المعاصر، بالنظر لأهمية الرجل الذي قيل عنه وعن سلطته الكثير، فقيل أنه صانع الرؤساء.
الجنرال المحال على التقاعد، رأى النور بسطيف غير أنه ترعرع بحي بولوغين الشعبي بالعاصمة، التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1961 ليلتحق مباشرة بعد الاستقلال بجهاز المخابرات العسكري، اين تدرج على مختلف الرتب واستفاد من دورات تكوينية بالاتحاد السوفياتي آنذاك.ليصبح سنة 1986 بعد عودته من منصب مستشا عسكري في ليبيا لينصب في الرئاسة كمدير لمديرية الدفاع والأمن بالهيئة ذاتها.
لينصب سنة 1990 على رأس المخابرات الجزائرية أو ما يعرف بـ"الدياراس" مديرية الأمن والاستعلام، المنص اللذي لن يفارقه الى غاية اليوم، ما جعله أحد أقدم العسكريين في العالم، وطيلة هذه الفترة، صنع الرجل أسطورة حول شخصه، فظل يمتنع عن الظهور، وهم قليلون من يعرفون ملامح وججه عدا بعض الصور المسربة والمشكوك في مصداقيتها، طيلة هذه الفترة قيل ايضا أنه الحاكم الفعلي للجزائر أو كما وصف بـ"رب دزاير". ومنذ سنوات أشيع أن صراع خفي يجري بين الرئيس وحاشيته من جهة والجنرال توفيق من جهة أخرى، أخذ أبعادا أخرى منذ مرض الرئيس، الذي اتخذ عدة قرارات خلال الأسابيع الأخيرة جردت "الدياراس" من كل صلاحياته.