بعيدا عن لغة العموميات عبر الخطاب الملكي لعيد العرش عن مضمون اجتماعي وإنساني، و انصب االحديث على البعد التنموي و انتظارات الساكنة دون إغفال مغاربة العالم. و جاء الخطاب تشخيصا لواقع الحال بالمناطق الصعبة والنائية والأحياء الهامشية والعشوائية بالمدن ناهيك عن إصلاح التعليم.
وبنبرة الحريص على شعبه قال الملك محمد السادس "ما يحز في نفسي، تلك الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة وخاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل".
و تنبني المقاربة الملكية للهشاشة على الدراسات الواقعية، حيث قرر الملك تكليف وزير الداخلية، بصفته الوصي على الجماعات الترابية، للقيام بدراسة ميدانية شاملة، لتحديد حاجيات كل دوار، وكل منطقة، من البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، سواء في مجال التعليم والصحة، أو الماء والكهرباء والطرق القروية وغيرها.
وقد شملت هذه الدراسة كل جهات المملكة، حيث تم تحديد أزيد من 29 ألف دوار، في 1272 جماعة تعاني من الخصاص ثم وضع المناطق والمجالات حسب الأسبقية. كما تمت دراسة حوالي 800 20 مشروع، تستهدف أزيد من 12 مليون مواطن يقطنون بأكثر من 24 ألف دوار، وبميزانية إجمالية تبلغ حوالي 50 مليار درهم.
وليكون هذا الورش ناجعا لابد أن تواكب الحكومة ذلك بوضع مخطط عمل مندمج، يقوم على الشراكة بين مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية، لتوفير وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برمجة مضبوطة لإنجازها.
و في موضوع معاناة الجالية مع المصالح القنصلية و بعض الديبلوماسيين عديمي الضمير ، أورد الملك محمد السادس خلاصات شخصية وقف عليها بنفسه قائلا "كنا نعتقد أنهم يواجهون بعض الصعوبات داخل المغرب فقط. بل إن عددا منهم يشتكون، أيضا، من مجموعة من المشاكل في تعاملهم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج". فبعض القناصلة، وليس الأغلبية، عوض القيام بعملهم على الوجه المطلوب، ينشغلون بقضاياهم الخاصة أو بالسياسة."
وشدد الملك محمد السادس إلى أن عددا من أبناء الجالية ، التي يوليها عناية خاصة، عبروا عن استيائهم من سوء المعاملة ببعض القنصليات، ومن ضعف مستوى الخدمات التي تقدمها لهم، سواء من حيث الجودة أو احترام الآجال أو بعض العراقيل الإدارية، و هو ما يقتضي من وزير الخارجية التدخل العاجل للوقوف على هذه الاختلالات .