ترأس الملك محمد السادس، اليوم الجمعة ، مراسم التوقيع على اتفاقية سيتم بمقتضاها تشييد مصنع لـ”بيجو ستروين” بالمغرب بالمنطقة الصناعية للقنيطرة. الاتفاقية وقع عليها أيضا كارلوس ترافيرس، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بيجو سترويين”، وبمقتضاها سينتج المصنع المنتظر ما بين 75 ألف ومائة ألف سيارة سنويا، ستكون موجهة بشكل أساسي للتصدير إلى الخارج. في خطوة أولى ليتم فيما بعد مضاعفة الطاقة الانتاجية للمصنع.
وسينتج المصنع سيارات بيجو و ستروين بطريقة اندماج اوسع مع مقاولات صماعية مغربية على غرار مصنع “رونو”، الذي تم تشييده قبل سنوات بطنجة، والذي يقدر إنتاجه بـ 400 ألف سيارة سنويا.
و يعتبر هذا المشروع نتيجة قوة جذب المغرب الاقتصادية و التنافسية و مناخ الاستقرار السياسي، حيث التزمت الشركة الفرنسية بتمويل 80 في المائة من المشروع. كما أن سياسة الانفتاح الافريقي التي دشنها الملك محمد السادس، جعلت من المغرب بوابة اقتصادية لافريقيا لعدد من الشركات العالمية.
و يعتبر المشروع ناجحا و مربحا للطرفين، ففرنسا ستتمكن من دخول أسواق جديدة و تنويع منتجاتها الصناعية. كما أن المشروع هو تويج لسياسة تطوير ااسستراتيجية الصناعية للمغرب مند عشر سنوات.
و يشكل توقيع المغرب على الاتفاق العربي للتبادل الحر و "سيداوو" حافزا مشجعا لدخول الاسواق العربية و الشرق الاوسط لاول مصنع للسيارات في اوروبا. كما ساهمت وفرة الموارد البشرية المؤهلة و المكونة حسب احدث المناهج من توفير أطر و يد عاملة قادرة على ربح الرهان.
وكانت شركة “بيجو ستروين” قد أعلنت في وقت سابق أنها تدرس مشروع إحداث مصنع منخفض التكلفة في المغرب، مضيفة أن التعامل الاقتصادي الصناعي مع المملكة كان ضمن مخططات الشركة .
وتأتي هذه الخطوة من" بيجو ستروين" بعد ثلاث سنوات من قيام منافستها الفرنسية "رونو "بانشاء مصنع منخفض التكلفة لتجميع السيارات في طنجة للتصدير الى حوض البحر المتوسط واوروبا.
ويتنافس مصنعو السيارات على حصة من السوق في افريقيا والشرق الاوسط تشير التقديرات الى أنها ستصل الي 8 ملايين مركبة سنويا بحلول2025 .
و أكد رئيس المكتب المديري لمجموعة بي إس إي بوجو- سيتروين كارلوس أنتونيس تافاريس، أن المصنع المزمع إنجازه بالقنيطرة، والذي سيتطلب استثمارات بقيمة 6 مليارات درهم، سيأتي لاستكمال الترسانة الصناعية للمجموعة عبر العالم.
وأوضح تافاريس أن اختيار المغرب لإنشاء مصنع للإنتاج تابع للمجموعة ليس بالصدفة، مشيرا إلى أن المملكة تتوفر على الكثير من المؤهلات السياسية والسوسيو- اقتصادية والتجارية والجغرافية التي تحكمت في هذا الاختيار.
وأضاف تافاريس أن هذا المركب الصناعي، الذي تقدر طاقته الإنتاجية بـ200 ألف سيارة و200 ألف محرك في السنة، والذي يندرج إنجازه في إطار الاندماج الصناعي بين المغرب وفرنسا، سيمكن مجموعة بي إس إي بوجو- سيتروين ، الحاضرة في 160 بلدا، من ولوج العديد من الأسواق في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط بكيفية فعالة وتطوير منتوجات ملائمة.
وأوضح ان هذا المصنع سينتج سيارات تستجيب لانتظارات الزبناء المغاربة ونظرائهم في المنطقة .
وحسب تافاريس، سيمكن هذا المشروع الاستراتيجي الذي سينطلق العمل به في 2019، من إحداث نحو 4500 منصب شغل مباشر و20 ألف منصب غير مباشر، مشيرا إلى أنه سيتيح، أيضا تطوير قطاع البحث والتطوير من خلال توظيف 1500 مهندسا وتقنيا من مستوى عال.
وبهذه المناسبة، ترأس الملك محمد السادس، التوقيع على اتفاقية وسبعة ملحقات تتعلق بإنشاء المركب الصناعي بي إس إي بوجو- سيتروين بالمملكة المغربية. حضر هذا الحفل، على الخصوص، رئيس الحكومة ، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، وفاعلون اقتصاديون وشخصيات أخرى.