لا زال الرأي العام المغربي لم يفهم بهد الطريقة التي دخل بها مصنف خطر في ملفات الارهاب الى المغرب و تهديده سكان عمارة بكاملها ، قبل ان ينتهي به الامر بين يدي الشرطة.
يونس التسولي ولد بحي اكدال الراقي و جاء بصحبة والده الدبلوماسي المغربي إلى لندن عام 2001 ودرس لاحقاً تقنية المعلومات بجامعة لندن "من ثم اعتنق أفكار التطرف بعد مشاهدته صور حرب العراق التي بُثت على شبكة الإنترنت".
و كشفت صحيفة "إيفننغ ستاندارد" أن شاباً مسلماً درس تقنية المعلومات في جامعة لندن تحول إلى العميل الأول لتنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت في المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة إن يونس تسولي البالغ من العمر 29 عاماً وإبن دبلوماسي مغربي عمل في لندن "استخدم شقته في منطقة شبردز بوش غرب لندن لمساعدة المتطرفين الإسلاميين على شن حرب دعائية ضد الغرب واستخدم إسم (الإرهابي 007) /في إشارة إلى العميل السري لدى المخابرات البريطانية جيمس بوند/ للعمل مع قادة تنظيم القاعدة في العراق وابتدع طريقة لتحويل شرائط الفيديو المخيفة إلى شكل قابل للبث على شبكة الإنترنت".
واضافت أن "من بين شرائط الفيديو التي بثها تسولي رسائل لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وصوراً لإختطاف وقتل الرهائن الغربيين مثل الأميركي نيك بيرغ"، مشيرة إلى أن إعتقال تسولي قاد إلى توقيف عدد من "الإرهابيين الإسلاميين" حول العالم من بينهم 17 رجلاً في كندا وإثنين في الولايات المتحدة وإعتقال عدد من أعوانه في المملكة المتحدة.
واشارت الصحيفة إلى أن السلطات القضائية قررت تمديد حكم السجن من 10 إلى 16 عاماً الذي اصدرته محكمة بريطانية العام 2008 بحق تسولي والذي كان جاء بصحبة والده الدبلوماسي المغربي إلى لندن عام 2001 ودرس لاحقاً تقنية المعلومات بجامعة لندن.
وقالت إن "تسولي بدأ عام 2004 ببث صور التطرف ودعاية القاعدة على الإنترنت، وتردد بأن زعماء تنظيم القاعدة في العراق أُعجبوا بعمله وقرروا تجنيده وإستخدام خبراته لنشر دعايتهم وشرائط الفيديو التي يصدرونها أمام جمهور أوسع، ثم أدار في عام 2005 موقع (الإنصات) الذين استخدمه 4500 متطرف إسلامي للإتصال ببعضهم البعض وتقاسم المعلومات العملية حول طرق صنع المتفجرات والذهاب إلى العراق للقيام بعمليات إنتحارية".
واشارت إيفننغ ستنادارد إلى أن الموقع توسع بشكل كبير لفت إنتباه أجهزة الإستخبارات البريطانية وقاد في النتيجة إلى إعتقال تسولي.
وجه الجهادي المغربي يونس تسولي رسالة من داخل زنزانته بأحد سجون بريطانيا الاسبوع الفارط يصف فيها الجهاديين “بالأبطال” في محاولة منه لتجنب ترحيله من المملكة المتحدة إلى بلده الاصلي المغرب.
وربط الجهادي المغربي أسباب الاعتراض على تهجيره لبلده بمسألة حقوق الإنسان، حيث تقدم بطلب اللجوء إلى المملكة المتحدة بموجب المادة 2 من قانون حقوق الإنسان، التي تنص على أنه لا يخضع إلى ‘التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة “.
وكان قد حكم على الجهادي تسولي بالسجن لمدة 16 سنة 2007 بعد عامين من المطاردة من قبل المخابرات البريطانية على خلفية توزيع تعليمات لصنع القنابل وأشرطة فيديو تظهر “قطع الرؤوس” وتسريبها عبر مواقع رسمية على الانترنت بعد قرصنتها لفائدة القاعدة.
وقد تم اطلاق سراح تسولي نهاية شهر نونبر الماضي ، لكن أعيد اعتقاله واحتجازه قبل الإفراج عنه بدقائق عندما عثر مسؤولو السجن على نسخة من مجلة تنظيم القاعدة في زنزانته، ووجهت له محكمة “اولد بيلي” البريطانية تهمة حيازة مواد غير مشروعة.
الطريقة التي تم بها ارسال التسولي للمغرب من قبل بريطانيا كأي سائح، تثير الكثير من التساؤلات و عن جدية التعامل المسؤول للمخابرات الغربية مع نظيرتها المغربية، في زمن اصبح فيه تبادل المعطيات هو السلاح الفعال لمحاربة الارهاب.