اللحظة الشبيبية
تعيش حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية جواً محموماً، لا صوت يعلو فيه فوق صوت البوليميك والبو ليميك المضاد ، مما أفسح المجال لنيات تسمم العلاقات فيما بين أعضاء وعضوات الحركة ، لتصول وتجول. كل هذا في غياب الوضوح النظري ، وسيادة الارتباك التنظيمي لمهام وأهداف التنظيم الموازي الشبيبي للحزب الاشتراكي الموحد
تأصيل وضعية حشدت
حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية تنظيم شبيبي موازي للحزب الاشتراكي الموحد ، وبهذه الصفة ، تأخذ وتنضبط للتوجه الفكري والسياسي من الحزب ، وتأخذ صيغتها التنظيمية من الجمعية المدنية ، وبالنتيجة فهي واسطة نضالية للحزب مع جماهير الشباب ، فالحقوق داخل الحزب مضمونة للمنتمين إليه حصراً ، أما الحقوق داخل حشدت مضمونة وبشكل حصري أيضاً للمنتمين إلى الحركة سواء كانوا داخل الحزب أولا ، لأن شرط الانتماء إليها ان لا يكون الشاب أو الشابة منتم او منتمية لتنظيم سياسي اخر . إن فلسفة وجود هكذا تنظيم شبيبي تحسيسية وتأطيرية ، والغالب على أنشطة التنظيم الشبيبي الموازي الديناميات الثقافية والإبداعية والفنية ، بمضامينها الملتزمة والهادفة
تدبير العلاقة من حيث الحقوق
بناءً على ما سبق ، فإن حشدت مختلفة عن التنظيم الشبيبي الداخلي المباشر للحزب ، من هنا ، يمارس أعضاء الحزب الناشطين / المناضلين داخل الحركة حقهم في القرار الحزبي داخل هيئات الأخير ، مكاتب الفروع والاقاليم والجهات والهيئات المركزية ، ومن حق المشتغلين داخل الحركة ممارسة نفس الحق لكن بشرط إشهار إنتماءهم للحزب ، أليس علة وجود التنظيم الموازي دفع وتأطير الشباب للإخراط في العمل السياسي ؟ .
أن اجتماع هيئات حشدت للتقرير الموقف من الانتخابات أو الدستور أو قضية سياسية أخرى ، سلوك خاطئ ، وبالمقابل يمكن لهذه الهيئات تنظيم ، وفي بعض الأحيان يجب ، لقاءات لتثقيف الموقف السياسي الذي اتخذه الحزب ، يكون الأمر آنذاك تعبير عن الرأي والإشراك في عملية تعريف القرار الحزبي ، والقول مثلاً : رأينا هو المقاطعة ولكننا ننضبط لقرار الحزب ( قيل من طرف قيادي شبيبي لتنظيم يساري آخر ) هو أكثر خطيئة ، لأنه يتعامل مع التنظيم الشبيبي كتيار والحزب كتجمع جماهيري .
أما حالة إفقاد عضو داخل حشدت لعضويته داخل الحزب ، فالمسألة على مستويين :
• إذا فقد المناضل عضويته داخل الحزب لعدم أداء التزاماته ، أو لأخطاء تنظيمية ، يحتفظ بعضويته داخل التنظيم الشبيبي .
• أن يفقد الشخص عضويته داخل الحزب نتيجة قرار تأديبي ( الطرد أو التجميد ) وذلك بسبب إنحرافه عن خط الحزب السياسي ، كالحالات التي نعيشها هذه الأيام ، فإن المعنيين بالأمر يفقدون الوضعية داخل حشدت بشكل أوتوماتيكي ومباشر ، مادام المعنيين قد اختاروا فضاءً سياسيا ( أقول فضاءً ولا أقول حزباً ) مغايراً لفضاء حزبهم الاصلي .
إن البحث عن تخريجات تنظيمية لمثل هكذا وصفة مضيعة للوقت والتنظيم أيضاً ، فهذا التنظيم الشبيبي من ذلك الأصل الحزبي ، وبالتالي إذا اختل شرط سقط المتن كله.
المطلوب راهناً
• التوقف الفوري عن جعل الشبيبة منصة قصف الحزب، بحسن نية أو بسوئها.
• رد الاعتبار إلى التنظيم الشبيبي الموازي ، وذلك بامتلاك وضوح استحالة الاشتغال بمنطق حزب داخل حزب ، والتمسك بالمهام الاساسية المنوطة بالشباب .
• الانضباط لقرارات الحزب التأديبية ، بصرف النظر عن ملابساتها من حيث حسن التدبير أو سوئه ، وتقديمه - القرار الحزبي – عن أي تقديم مغاير ؛ لأن الازدواجية غير واردة في مثل هذه الأمور .
محمد الصلحيوي