كشفت يومية "ليبراسيون" الفرنسية الموالية لليسار، أن عددا من زعماء الدول الذين شاركوا في مسيرة باريس للتنديد بالإرهاب الذي أودى بحياة 11 ضحية في مجزرة "شارلي إيبدو" ندموا عن مشاركتهم في المسيرة.
و و صفت اليومية هذا الموقف بحالة الفصام، حيث لم تستسغ النخبة الحاكمة في باريس ، سبب التنديد و المنع لأعداد "شارلي إيبدو" و "ليبراسيون" التي نشرت رسوما مسيئة للرسول، في بلدان مثل السينغال و مالي و الاردن، التي شارك زعمائها في مسيرة "شارلي".
و شنت الجريدة هجوما لاذعا على دول أخرى كروسيا التي أوقفت ناشطا تظاهر للتضامن مع "شارلي" بينما رخصت لمسيرة لحقوق المسلمين. نفس النقد اللاذع لم تسلم منه تركيا التي وصفت رئيسها بالمحافظ و استعارت تعبيرا ل"مراسلون بلا حدود" لنعت تركيا "بأكبر سجن للصحافيين في العالم".
أما تونس فكان نصيبها هو انتقاد منع توزيع العدد الأخير ل"شارلي إيبدو" رغم مشاركة وزيرها الأول بالمسيرة.
و يبدو أن فرنسا استفاقت على هول الصدمة بعد اكتشفت أن مسيرة شارلي كانت مجرد مسيرة للنفاق و لأخد الصور و لجبر الخواطر. أما الاستخفاف بمشاعر الشعوب في معتقداتها و ثقافتها، فلن يقبله احد في العالم. و تحول الدرس الذي حاولت فرنسا تلقينه للدول بعجرفة باريسية زائدة، لحمام بارد وضع النخبة الفرنسية أمام حقيقتها التي تتلخص في الخبث و العجرفة و التعالي و اعتبار نفسها محور العالم.
مسيرة شارلي تحولت لسحر انقلب على الساحر، فالخلط بين التنديد بالارهاب و احتقار الآخرين بعجرفة، حول فرنسا لأضحوكة في العالم و لقنها درسا لن ينساه اليسار الفرنسي المتخاذل مدى الحياة .