اعتبر عبد الله الحريف المخزن سدا منيعا لبناء الدولة الديمقراطية في المغرب و ان كل محاولات إصلاح المخزن أدت لتقويته. و اعتبر الحريف قوة المخزن تكمن في قدرته على تشتيت المعارضين و عجزهم عن بناء جبهة موحدة، من خلال لعب دور إذكاء هذه الخلافات بين التنظيمات. و أعطى الحريف مثالا على تقسيم حزب الاستقلال غداة حصول المغرب على استقلاله الذي اعتبره ناقصا.
و كان الحريف يتحدث خلال الندوة التي حملت عنوان "بناء الدولة الديمقراطية بالمغرب"، تدخل كل من . عبد الرحمن بنعمرو عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، محمد المرواني عن الحركة من أجل الأمة، اسماعيل المانوزي عن "المناضل-ة" و امين عبد الحميد، عضو اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي.
و عزا الحريف ضعف معارضي المخزن لعدم ارتباطهم بالكادحين و العمال و الفلاحين, معتبرا أن المخزن يعمل على ابعاد المعارضين عن الكادحين. و أضاف الحريف أن المخزن لا حليف له فهو يغيرهم دائما و يبقى حليفه الاول هو الاستمرار, و أعطى الحريف مثالا بتحالف المخزن مع الاستعمار و مع الحركة الوطنية ثم تحالف مع الإقطاعيين و العملاء.
و اعتبر الحريف أن المخزن يخوف الطبقة الوسطى من التغيير الجذري و يحاول بعد تحالفه مع العدالة و التنمية ، تقوية الأصالة و المعاصرة من خلال استقطاب بعض اليساريين ثم خلق الديمقراطيين الجدد و يحاول جمع السلفيين الآن . و اعتبر الحريف ان هذه التنظيمات لا حياة لها بدون مصل المخزن.
و غاب عمر إحرشان عن ندوة مجلة "التحرر" المنظمة بالرباط، يوم السبت 10 يناير 2015 لاسباب صحية ، و اختار إحرشان الاتصال بمحمد المرواني لاخباره بالاعتذار و ليس المنظمين.
أما عبد الرحمان بعمرو فاعتبر أن مجابهة المخزن الذي يتحكم في كل السلط ، يجب أن تكون بكثرة لاننا أمام أخطبوط كبير له المال الذي استطاع به ان يشتري النخب و بعض الاحزاب , و اعتبر بنعمرو ان المخزن لا يمكن ان يواجه إلا بقوة منظمة شعبيا.
أما محمد المرواني فاعتبر أننا نعيش مرحلة الاستبداد و ليس مرحلة تعزيز الديمقراطية, و اعتبر المرواني مفهوم الاستقرار ناقصا لان انعدام التوازن ينفي صفة الاستقرار الذي يروج له من طرف المهادينين للمخزن , و اعتبر المرواني أن طريق دمقرطة المخزن انتهت كما انتهت طريق العنف الثوري و لم يبقى سوى الطريق الثالث الذي هو دولة مدنية راشدة و حكيمة.
و غابت عن الندة الفعاليات اليسارية الاخرى كما غاب عنها العدل و الاحسان، تاركين الساحة لنشطاء النهج الديمقراطي الذين حجوا لنادي المحامين بالرباط من كل فج عميق.