أثارت وفاة محافظ "عنابة" 600 كلم ، شرق العاصمة الجزائر، ردود فعل مشككة في أسباب الوفاة، حتى وإن اتفق قادة أحزاب سياسية، وكذلك الشارع الجزائري أن "ضغوط" عصابات نهب العقارات، أدت إلى إصابة المحافظ بأزمة قلبية.
وتوفي محمد منيب صنديد، الثلاثاء 23 ديسمبر بمستشفى "مون سوري" بباريس، إثر أزمة قلبية حادة، لكنه فارق الحياة أياما قليلة بعد نقله نتيجة تدهور حالته الصحية ودخوله بغيبوبة، وأثارت وفاة محافظ "عنابة" غضب الشارع الجزائري، نتيجة ما تردد من أن "عصابات العقارات" ضغطت عليه لفترة طويلة من أجل الحصول على عقارات ومشاريع استثمارية بالمحافظة، لكنه رفض.
وبدأت صحة محمد صنديد منيب، تتدهور منذ أشهر قليلة بعد تزايد الضغوط عليه، وقال جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد"، الحداثي في تصريات للصحافة، إن "عصابات نهب العقارات والمشاريع الاستثمارية الوهمية، مدعومة من جهات نافذة في السلطة تسببت في وفاة محافظ عنابة".
وأفاد جيلالي" لم يتحمل صنديد الضغط الممارس عليه فتدهورت صحته بشكل مفاجئ وأصيب بأزمة قلبية أودت بحياته"، ولا تعتبر الطبقة السياسية بالجزائر، أن وفاة محافظ عنابة، شرق الجزائر، حدثا معزولا، قياسا بالظروف السياسية و الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
مافيا العقار أقوى من الدولة
ويعيش العديد من محافظي المدن بالجزائر، تحت ضغوط جهات تطمح بامتيازات عقارية، وتسود تحذيرات من سيطرة المال على القرار السياسي بالبلاد، وسطوته على العديد من مفاصل الدولة، ونددت تنسيقية " الحريات و الانتقال الديمقراطي"، المشكلة من ستة أحزاب معارضة، مدعومة بأحزاب "قطب التغيير" المؤلفة من ستة أحزاب أخرى، بما أسمته "استئساد رجال المال و الأعمال ونهبهم خيرات البلاد بلا رحمة".
وقال محمد حديبي، القيادي في حركة" النهضة" ، أن "السلطة تتحمل مسؤولية سياسة النهب الممنهجة وإهدار المال العام والتلاعب بمستقبل الجزائريين من قبل عصابات تنهب ثروات الجزائر نهارا جهارا"، وطالب جيلالي سفيان، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي بالجزائر، "التحقيق في الأسباب الحقيقية لوفاة محافظ عنابة".
وفاة صنديد بسكتة قلبية نتيجة ضغوطات مافيا العقار تظهر تغلغل الفساد المعمم داخل اجهزة الدولة التي غدت تحميه عوض محاربته. و يشير ملاحظون أن مافيا العقار ليست سوى جزء من الزمرة الحاكمة التي تخلط الثروة و السلطة مند عقود و تتغلغل و تحتكر كل القطاعات الاقتصادية.