أعلن عشرات السكان في بلدة درنة شرق ليبيا، ولاءهم لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" أبو بكر البغدادي. وانتشر شريط مصور على مواقع التواصل الإجتماعي يُظهر حوالي 50 شخصاً وهم يجتمعون في درنة تأييداً للبغدادي. وأكد شهود صحة هذا الفيديو.
وأظهرت اللقطات شباناً يقودون سيارات في شوارع درنة، ويلوحون بعلم "داعش". وكان مسؤولو أمن مصريون قد أعلنوا، منذ فترة، أن 15 من عناصر التنظيم، بزعامة مصري وسعودي، توجهوا إلى درنة قادمين من سوريا في أيلول الماضي في محاولة، لحشد تأييد وإقامة فرع لـ"داعش" في ليبيا.
و أوردت مصادر إعلامية أن ما يعرف بـ”مجلس شورى شباب الإسلام” الذي يسيطر على مدينة (درنة) قام مساء يوم السبت باستعراض للقوة وسط شوارعها في سيارات تحمل اسم (الشرطة الاسلامية) وتحمل مسلحين ملثمين و بأعلام القاعدة وليعلنوا لأهالي درنة عن خبر انضمام مدينتهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ومبايعة (أبوبكر البغدادي)أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين كافةً بما فيهم المسلمون في درنة.
و يعد هذا الاستعراض للقوة من قبل العناصر المتشددة في درنة هو الثالث من نوعه في واحدة من أكبر مدن الشرق في ليبيا .التي تخضع بالكامل لسيطرة تنظيم يعرف بمجلس شورى شباب الإسلام في الوقت الذي تغيب فيه غياباً قسريا جميع مؤسسات الدولة الشرطية و العسكرية و الأمنية .
و قد منعت هذه العناصر المتشددة سكان مدينة درنة من المشاركة في جميع العمليات الانتخابية التي تمت خلال ثلاث سنوات إلى جانب اغتيال عدد كبير من رجال الأمن و الشرطة والجيش و القضاة و الإعلاميين .
و يرى محللون أن ما يجري في ليبيا من سيطرة مجموعات متشددة على مناطق شاسعة بقوة السلاح يؤشر على تحول خطير في منطقة شمال إفريقيا. و بحكم توفر هذه المجموعات على السلاح و المال و ارتباطها بتنظيمات إرهابية بسوريا و بمنطقة الساحل، فإن مبايعة "درنة" لداعش هو بداية لتحول نوعي في بؤرة التوتر في ليبيا التي ستتحول مع الوقت لسوريا جديدة تستقطب متشددين من كل بقاع العالم لتدريبهم و إرسالهم لتونس و مصر و المغرب.