فوجئ الباحثون بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بأن المؤسسة التي يعملون بها، والتي خصص لها رواق بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان أسوة بباقي المؤسسات العمومية المعنية بهذا المجال، قد تركت الرواق فارغا ولم توله أية عناية قصد استغلاله في استقبال المشاركين، الذين كانوا من مختلف الجنسيات، وتعريفهم بما تحقق في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وخاصة بالمنتوج العلمي للمعهد الذي هو ثمرة جهود كبيرة لمراكز البحث على مدى سنوات طويلة.
و استغربت "جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية " لما أقدمت عليه إدارة المعهد الملكي، و اعتبرت ذلك تراجعا واضحا عن توجهات ومرتكزات مؤسسة أنيطت بها مهمة النهوض بالأمازيغية وخلق الإشعاع المطلوب لها في المجتمع، باعتبارها هوية وثقافة ولغة لجميع المغاربة، وإرثا للبشرية جمعاء.
و سجل بلاغ للباحثين تمادي إدارة "إركام" في اعتماد التدبير الأحادي، بعيدا عن المقاربة التشاركية وعقلانية تسيير المؤسسات العمومية، وهو ما طالما ندّد به الباحثون في المعهد.
كما اعتبر ذات البيان أن ما أقدمت عليه إدارة المعهد يدلّ أنها لا تتوفر على نظرة استراتيجية ولا تدرك أولويات المؤسسة، حيث لوحظ بذل مسؤولي "إركام" الكثير من الجهود في تدابير ثانوية لا تخلق أي إشعاع حقيقي، وتهربهم من التظاهرات التي ينبغي أن تحظى باهتمام زائد؛ فلا شك أن إسهام المعهد في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان كان سيكون ذا مردودية كبيرة على الأمازيغية وعلى إشعاع المؤسسة دوليا ووطنيا.
كما استغرب الباحثون من إعلان المعهد عن تنظيم تظاهرة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يومه الأربعاء 10 دجنبر، مستفسرين عن جدوى تنظيم هذا اليوم في إطار محدود وانفرادي، إذا كان المعهد قد أخلف موعده مع التاريخ في المنتدى العالمي، وهو ما يدلّ على إصرار المسؤولين في "إركام" على نهج أسلوب عمل انغلاقي، فإن ذلك يفسر أسباب ضعف التواصل بين المعهد وباقي المؤسسات، وبينه وبين المجتمع.