و قالت رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، عزيزة البقالي، أكدت في كلمتها التقديمية أن اختيار المنتدى موضوع الاتجار بالبشر وطرحه للمناقشة في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، يهدف أساسا للفت انتباه الفاعلين الحقوقيين إلى مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها السلبية على المجتمعات والأسر ويشكل حلقة تنضاف لحلقات سابقة في أفق صياغة مذكرة اقتراحية للهيئات المعنية
وعرفت الورشة تقديم العديد من المداخلات التي لامست الموضوع من زوايا مختلفة، من طرف متدخلين مغاربة وأجانب، حيث بسطت ألينا براوسوفونيو، ممثلة مجلس أوروبا والخبيرة في قضايا الاتجار بالبشر، معالم تجربة الاتحاد الأوروبي في مناهضة الاتجار بالشر والاستغلال الجنسي للأطفال والنساء.
ومن جهته، تطرق علي لحلو، ممثل المنظمة الهجرة الدولية، في مداخلته الجهود التي تبذلها منظمته في مواجهة ومحاصرة ظاهرة الاتجار بالبشر، التي اعتبرها من أهم التحديات التي تسائل واقع حقوق الإنسان على مستوى العالم.
بدوره تحدث أستاذ القانون والعلاقات الدولية بوجدة، خالد الشيات، عن المكانة التي يحتلها المغرب على مستوى التصنيف الأممي للاتجار بالبشر، حيث أكد أن المغرب يوجد في الدرجة الثالثة من التصنيف إلى جانب دول تعيش أوضاعا مضطربة، مثل ليبيا واليمن، داعيا إلى سن قوانين زجرية في القانون المغربي من أجل الارتقاء في سلم الترتيب ومحاصرة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال والنساء.
كما تطرق الأستاذ خالد الرقيق لثغرات التطبيق ولواقع الممارسة بالمغرب باعتباره محاميا، حيث عزز مداخلته بمجموعة من الاقتراحات.
وعرف المحور الأخير للورشة المعنون بالمساهمات المدنية في تطويق الظاهرة مداخلة الأستاذ محمد بن عيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان والذي أبرز فيه المسار الترافعي للمرصد تجاه ضحايا الاعتداءات الجنسية وبرفع العقوبات تجاه البيدوفييلين.
فيما عرف العرض الثاني لهذا المحور مداخلة للأستاذة بشرى المرابطي المكلفة بملف الاستغلال الجنسي تجاه الأطفال في منتدى الزهراء للمرأة المغربية عرضا لنتائج الدراسة الميدانية التي قام بها المنتدى على عينة تفوق 400 من القاصرات والتي سلطت الضوء على الأسباب الكامنة وراء سقوط الفتيات في وضعية الاستغلال والنتائج المتعلقة بضعف التوافق النفسي والاجتماعي لديهن.
يذكر أن الورشة عرفت تقديم مجموعة من المداخلات النوعية التي أغنت النقاش، كما شكلت فرصة هامة لتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الحاضرين من الفاعلين الحقوقيين والمهتمين بقضايا الطفل والمرأة والأسرة.