أسدل الستار عن جريمة القتل المزدوجة التي روعت ساكنة مدينة سبع عيون ونواحيها، وأودت بحياة مستثمر فرنسي في منتصف عقده الثامن وابنته المكفولة ذات العشرين ربيعا، على يد ثلاثة شبان من نفس المنطقة تتراوح أعمارهم بين 19 و22 سنة، بعدما قرر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمكناس إيداع المتهمين المذكورين سجن تولال 2، متابعا إياهم من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتهم جنائية أخرى، بعد إحالتهم عليه من قبل النيابة العامة بذات المحكمة عقب إعادة تمثيل أحداث الجريمة المذكورة صبيحة أول أمس الخميس، والتي حكى فيها الأضناء كل تفاصيل جريمتهم النكراء، التي تطابقت فصولها وروايتها مع ما توصل إليه المحققون الدركيون من أدلة ومعطيات مادية دامغة، وكذا سيناريو الجريمة المحتمل.
واستنتج المحققون من خلال تصريحات بعض المستجوبين قصة الهالكة “ابتسام” الغرامية مع أحد الشبان، وواقعة اغتصابها من قبل أحد عمال الضيعة، وكيف كانت تقضي أيامها ولياليها مع أصدقائها، وهي الفتاة المتحررة الجميلة التي كبرت في حجر أجنبي عجوز، بلغ من العمر عتيا، وصديقها “نور الدين” الذي ظهر مؤخرا وهو يمتطي دراجة نارية حديثة الصنع، مباشرة بعد اختفاء كريستيان وابنته ابتسام، بالإضافة إلى أن أغلب المقربين من الهالكين كانوا على علم بأن “كريستيان” باع مؤخرا عقارا كان يملكه بمدينة فاس، وأنه لم يودع بعد المبلغ المالي في البنك، حيث ظل يحتفظ به داخل مسكنه بالضيعة، وهي طبعا كانت كلها ملاحظات كفيلة بضرورة استدعاء نور الدين والاستماع إليه، هذا الأخير الذي لم يتمكن من الصمود أمام أسئلة المحققين في استنباط الحقيقة، وجعل المشتبه فيه يقر بكل تلقائية وعفوية، حيث لم تمض بضع ساعات من التحقيق، حتى أقر نور الدين بالمنسوب إليه، واعترف على باقي شركائه، ويتعلق الأمر ب”عماد” و”يوسف” اللذان أجهزا على ابتسام خنقا، مباشرة بعد فتحها الباب لصديقها نور الدين الذي باغتها بدوره بلكمة قوية على مستوى الوجه، فواروا جثتها بين أشجار الزيتون، ودخلوا المنزل، حيث كان كريستيان ممددا على الفراش قبالة جهاز التلفاز، وقاموا بتصفيته هو الآخر، ووضعوه فوق سريره، وأحضروا ابتسام، ووضعوها هي الأخرى بجانبه.
بعد التخلص من كريستيان وابتسام، وقتلهما بتلك الطريقة الوحشية، واصل المتهمون القتلة مخططهم الإجرامي، واستولوا على بندقية الصيد “خماسية” التي كانت بجوار الهالك كريستيان، وحاسوب منقول، هواتف خلوية، آلة تصوير رقمية، بطاقة بنكية، حلي ذهبية، وحزام ذهبي “مضمة” بقيمة ستة ملايين سنتيم بيع في مدينة الدار البيضاء لأحد التجار المعروفين بشراء المسروق، بالإضافة إلى مبلغ مالي قيمته أحد عشر ألف درهم، وسيارة من نوع “برلانغو” سوداء اللون، استعملها اللصوص القتلة في عملية الهروب، ونقل المسروقات، قبل أن يبيعوها بمنطقة كتامة الجبلية، في حين سلموا بندقية الصيد لأحد معارفهم بمنطقة واد الجديدة، واشتروا ثلاثة دراجات نارية حديثة، أثارت انتباه معارفهم وأصحابهم بمنطقة سبع عيون، خصوصا وأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهؤلاء لا يسمح لهم باقتناء دراجات من هذا القبيل.
كما تجندت فرقتان من عناصر الدرك الملكي، توجهت الأولى ظهر يوم الأربعاء رفقة أحد المتهمين إلى مدينة الدار البيضاء لاعتقال الشخص الذي اشترى الحلي الذهبية المسروقة، وأخرى نحو منطقة كتامة لاسترجاع السيارة المسروقة، كما ألقي القبض على شريكهم الرابع “سائق سيارة أجرة” الذي ساعدهم في إيصال السيارة المسروقة إلى منطقة كتامة وبيعها هناك، فيما أصدر الوكيل العام مذكرة بحث وطنية في حق أحد المتورطين الرئيسيين في الجريمة.
عن الاحداث المغربية