وجد أنس الصفريوي حيلة جهنمية للتملص من مسؤوليته في فساد منتوجاته في السكن الاقتصادي التي حطمت كل المقاييس. فلا مشروع من إنتاجه موجه للبسطاء في مستوى الحد الأدنى للجودة في مجال السكن. الصفريوي و ضحاه أصبحا مدرسة في البناء الفاسد ، لدرجة أن مؤسسة محترمة كالشر كة العامة العقارية أصبحت غير محترمة بفضل تقليده عماراته و ما تخلفه من أرباح مريحة بالاقتصاد في مواد البناء و حتى في المساحات.
النتيجة الحتمية هي قبور من أربعة طوابق للبسطاء من المغاربة و ملايير الدراهم للصفريوي و من معه. الصفريوي وجد حيلة سهلة للتملص من المسؤولية و لفب الملايير، فاستغل حب المغاربة للعائلة الملكية لينفخ في إشاعة كون أفراد من العائلة الملكية معه في الضحى و بان الملك محمد السادس شخصيا يعطف عليه.
و سبق للصفريوي أن نشر إشاعة أن الراحل الحسن الثاني كان يبادله نفس العطف و كلفه ببناء 20000 سكن اقتصادي. و الحقيقة التي لا غبار عليها هو أن الشخص المقرب جدا من أنس الصفريوي هو الوزير المنبوذ إدريس البصري، الذي استغل قربه منه للفوز بالصفقات و لهف آلاف الهكتارات من أراضي الدولة تحت ذريعة توفير الوعاء العقاري للسكن الاجتماعي للطبقات العبية.
الصفريوي فضائحه سافرت خارج المغرب، لدرجة أن الصحافة الدولية فطنت لحيلته القائمة حول كونه محميا من القصر. أنس الصفريوي مثل انس العلمي لم يفهم أن القصر لا يحمي أحدا، بل يحمي المغربة جميعا. و بالعودة لمجموعة الضحى القائمة على البناء الفاسد و المساحات المقلصة ، فكل مشاريعها الموجهة للبسطاء هي عبارة عن زنازين للاحتجاز الطوعي للمغاربة، في حين توفر الدولة للمقاولة الإعفاءات الضريبة لإسكان أبناء الشعب.
إن ما يقوم به أنس الصفريوي للاختباء وراء الملك هو سلوك جبان و خيانة للأمانة و نوع من التدليس و النصب على شعب بأكمله. خصوصا و أنه يقوم بذلك لأخد المزيد من المنافع من الدولة و لاستقطاب شركاء اجانب و حتى الفوز بصفقات في بلدان أجنبية و هو لا يتواني في القول انه "رجل الملك" بل رجل "كل العائلة الملكية".
و في الوقت الذي تم فيه التدقيق بحزم و صرامة في مشاريع الشركة العامة العقارية التابعة لصندوق انس العلمي، يلعب الصفريوي بالنار بالاختباء و راء الملك من خلال الإشاعة و التدليس للهروب من تحمل المسؤولية، و هي لعبة شبيهة باللعب باانار التي لا تتأخر في حرق من يلعب بها.