لقد أثار موضوع فرض التقسيم الجهوي الذي أعدته اللجنة الاستشارية للجهوية، ردوداً في الريف أكثر مما أثاره موضوع الوضع القانوني وحتى الدستوري للجهة. وفي هذا الإطار، يأتي موضوع اللقاء المفتوح تحت عنوان: التقسيم الجهوي لأقاليم الريف، المنظم من طرف جمعية أمزيان يوم السبت 18 أكتوبر 2014 بالمركب الثقافي (لاكورنيش) بالناظور، ابتداء من الساعة الرابعة زوالا.
ويعتبر الاهتمام الكبير بالتقسيم الجهوي أمرٌ طبيعي، نظراً للاتِّصال الرّمزي والنفسي لحدود الجهة وإقليمها المادي مع الإحساس الجماعي اليوم للريفيين.
و جاء في أرضية اللقاء "يبدو اليوم أن التقسيم الجهوي أو مرجعيته بالأحرى، وإزاء الريف تحديداً، تتحكم فيه مرجعية الملك الراحل، الحسن الثاني نفسه، أي التجزيء والتقسيم للتخريب والإضعاف، ولبِناء جهة هجينة، تُضعِف نفسها بنفسها. في مغرب اليوم، لا أحد يستطيع أن يُفكر قليلاً أفضل من الحسن الثاني وإدريس البصري في هذه المسألة، بما فيهم تيار من الأساتذة والخبراء والعارفين بالموضوع، والذين يحلو لهم جداً، ويُسعدهم أن يُضعفوا الريف تحت مُسمّى التكامُل الترابي والوظائفي".
و أضافت الارضية "وسنكونُ اليوم، نحن أبناء الريف المتشبعين بريفِ مُتماسْك عند باب التاريخ إن تمسّكنا وعبّرنا عن ريفنا مندمِجاً ومُنسجِماً. ويؤسفنا أن يتحدث البعض عن تطلعنا هذا باستصغار، أو اتهامه باتهامات غير لائقة، فهذا لا يغير من واقع الأمر شيئاً، بل سيُسيءُ للحوار الذي يهمّنا إقامته مع الجميع. كما يجب أن نُنبّه أن قبائل الريف التاريخية والثقافية، بما فيها جماعات صنهاجة، لا بُد من أن تُشكل نواةً أساسية للريف، كما أن قبيلة كبيرةً وعظيمة مثل اكزناية لا يجب أن نتراخى في تركهم يُبعدونها عن الريف. كما أن الريف يجبُ أن يكون قلباً أو نواةً صلبةً حتى وإن ضممنا إليه أجزاءً أخرى من غير الريف وليس العكس، أن نضم الريف كاملاً أو نُقسمه أجزاءً ونُلحقه بأقاليم من غير الريف، إن هذا لن نقبله أبداً".
و اعتبرت جمعية أمزيان، هذا اللقاء استمرارية لسلسلة اللقاءات المنظمة من طرفها والتي نسعى من خلالها إلى دعوة كافة الفاعلين مهما تعددت مشاربهم ومواقفهم إلى الانخراط في هذا النقاش العمومي، لأنه يهم مستقبلنا جميعا.