قال السفير الأمريكي الثلاثاء، من رحاب قصر مولاي إسماعيل بقصبة المهدية( 5 كلم) غرب القنيطرة أنه يشعر بسعادة بالتواجد في قصبة المهدية، مؤكدا أن القنيطرة لها دور كبير في العلاقات المغربية الأمريكية، كما ذكر بإحتضان عاصمة الغرب للقاعدة الأمريكية اربعينيات القرن الماضي وما واكب ذلك من اكتشاف متبادل لثقافات البلدين كفن الجاز.
وأعربت الوالي العدوي، عن افتخارها باختيار المعلمة التاريخية لقصبة المهدية لاحتضان هذا الملتقى الثقافي والفني المنظم من طرف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط بتعاون مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني حسن.
وتوجهت العدوي بالقول إلى السفير الأمريكي"إن مشاركتكم في هذا الحفل البهيج هو ترجمة فعلية وحقيقية للرغبة والإرادة التي نتقاسمها لبلورة التعاون الثقافي والفني و الإقتصادي و الإجتماعي بين سفارتكم وهذا الإقليم". وترى العدوي ان تلك الإرادة تأتي" دعما لأواصر العلاقات التاريخية التي تربط مدينة القنيطرة و العديد من المواطنين الأمريكيين الذين استقروا بها خلال عقود من النصف الأول من القرن الماضي".
أوضحت العدوي ان هذه الأواصر، نتج عنها خلق صداقات وعلاقات حان الوقت لتثمينها وإحيائها عبر منظومة مؤسساتية تتجلى في خلق ناد أصدقاء القنيطرة بالولايات المتحدة الأمريكية وتأهيله للقيام بوظائف تواصلية لتعزيز التعاون والشراكات بين هذه الجهة و أصدقائها بأمريكا مع الحرص على تنويع روافد هذا التعاون وأشكاله.
وأكدت العدوي ان تنظيم هذا الحفل الفني في هذا الفضاء التاريخي المتميز الذي يعكس غنى الموروث التراثي لمدينة المهدية، ينصهر في إطار التوجه الذي نسعى لتكريسه بإعادة توظيف هذا الموقع كفضاء ثقافي مفتوح أمام العموم و تأهيله للمساهمة في إغناء المشهد الثقافي بالمنطقة".
وشددت المتحدثة نفسها على اهمية إعادة تأهيل وترميم هذه القصبة لتعزيز الجاذبية السياحية لمدينة المهدية من خلال دعم البنيات التراثية المؤثرة في النشاط السياحي باعتبار تموقع هذه المعلمة بمقربة من المحيط الأطلسي ونهر سبو وميناء المهدية وميناء الأطلسي مستقبلا والمدينة العتيقة للمهدية ومحمية سيدي بوغابة المصنفة عالميا في إطار اتفاقية رامسار والتي تشكل منظمومة مجالية و ايكولوجية وتاريخية وثقافية واقتصادية متكاملة و مؤسسة لمفهوم ومنتوج سياحي متميز.
واستمتع الحضور بباقة من "ربيرتوار" فن الجاز لفرقة circular time القادمة من نيويورك، وهو الفن الذي يعبر عن عمق التاريخ الفني للولايات المتحدة الأمريكية و يعتبر رافدا ثقافيا يتمازج عبر إيقاعاته الموروث الثقافي الأمريكي بالموروث التراثي للقارة الإفريقية.