قال الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، يوم الثلاثاء بالرباط ، إن وضعية المملكة المغربية بين إفريقيا وأوروبا والتزامها الراسخ بمواجهة كل أشكال العنف والتطرف جعل منها فاعلا رئيسيا في ضمان التوازنات الإقليمية ، وشريكا أساسيا للولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن حلول لمواجهة التوترات التي تعرفها منطقة الساحل .
وأضاف الوزير في عرض قدمه أمام وفد يضم أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي، يرأسه سيناتور ولاية فيرجينيا تيموثي مايكل كين، أنه بالنظر لتزايد التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل ، فإن المغرب اعتمد مقاربة أمنية شاملة أساسها تفعيل التعاون الثنائي والانخراط في الجهود الجهوية والدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب.
وحسب أرقام وزارة الداخلية، فقد تجسدت هذه المقاربة منذ سنة 2002 ، على الخصوص، من خلال تفكيك 124 خلية إرهابية ، وحجز ترسانة هامة من الأسلحة.
واستعرض الوزير من جهة أخرى العمل الذي يقوم به المغرب من أجل نشر قيم الإسلام المتسامح وكذا " تجفيف منابع الفكر التكفيري المتطرف"، مشيرا على سبيل المثال لا الحصر إلى عملية تكوين أئمة من مالي والسينغال .
وفي سياق متصل، أشاد الضريس بنتائج الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، والتي همت بالأساس محاور السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم ، منوها في الآن ذاته بمستوى التنسيق المتميز القائم بين البلدين في المحافل الدولية ذات الصلة بالإرهاب، وخاصة على مستوى "المنتدى الدولي لمحاربة الإرهاب" .
وخلال هذا اللقاء، قدم الضريس معطيات ضافية حول الإصلاحات العميقة الجارية بالمغرب والرامية ، بشكل خاص ، إلى بلورة نموذج اجتماعي حداثي بشكل متدرج ، مبني على ترسيخ القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، وتوسيع مجال الحريات، وتحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية.
وسلط الضوء أيضا على السياسة الجديدة للهجرة المعتمدة بالمغرب ، وهي مبادرة تحول معها المغرب من بلد مصدر للهجرة إلى بلد استقبال للاجئين والمهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء .
وفي مجال محاربة الفقر ، أشار الوزير إلى أنه تم إعطاء أهمية بالغة للفئات الاجتماعية الهشة ، حيث تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005 ، مشروعا مجتمعيا كبيرا وفلسفة جديدة للتنمية المستدامة .
وفي الشق الأمني، تطرق الجانبان إلى الوضع بمنطقة الساحل والصحراء وظهور مجموعات متطرفة جديدة لها امتدادات دولية ، وهي الوضعية التي أصبح معها من الضروري اعتماد استراتيجية أمنية شاملة تشارك فيها كل الدول .
وكان وفد الكونغرس الأمريكي ، الذي يزور حاليا المغرب ، قد أجرى كذلك مباحثات مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ، ورئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي .