كشفت المعطيات التي يوفرها البحث الوطني حول التشغيل، الذي تنجزه المندوبية السامية للتخطيط أن 86000 طفل يشتغلون خلال 2013، كما مكن البحث من التتبع الدقيق لتطور حجم وخاصيات هذه ظاهرة شغيل الاطفال بالمغرب. و معلوم أن العالم يحتفل يوم 12 يونيو 2014 باليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، تحت شعار "توسيع مجال الحماية الاجتماعية: القضاء على تشغيل الأطفال!".
و يهم البحث بالمغرب سنويا عينة تتكون من 60 ألف أسرة (قرابة 250 ألف شخص) تمثل مجموع التراب الوطني ومختلف الفئات الاجتماعية.
و حسب معطيات منذوبية التخطيط، فخلال سنة 2013، بلغ عدد الأطفال النشيطين المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين7 وأقل من 15 سنة 000.86 طفل، أي ما يعادل1,8% من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية. وقد عرف هذا العدد تراجعا ملحوظا منذ سنة 1999، حيث كان يمثل9,7% من هذه الفئة.
وتبقى هذه الظاهرة قروية على الأساس، حيث تهم 3,6% من الأطفال (76.000) بهذا الوسط سنة 2013 مقابل 16,2% سنة 1999 (452.000 طفل). أما بالوسط الحضري، فلا تشكل هذه النسبة إلا0,4% من الأطفال الحضريين (10.000) مقابل2,5% سنة 1999 (65.000 طفل(. وهكذا، فإن ما يقارب تسعة أطفال نشيطين مشتغلين من بين عشرة يقطنون بالوسط القروي. ومن جهة أخرى، تهم هذه الظاهرة الفتيان أكثر من الفتيات، حيث إن 57,2% من الأطفال المشتغلين هم ذكور. وحسب وسط الإقامة، تتراوح هذه النسبة ما بين 53,2% بالوسط القروي و89,9% بالوسط الحضري.
على المستوى الجهوي، ومن خلال تحليل معطيات الخمس سنوات الأخيرة، يتبين أن 70% من الأطفال المشتغلين هم متمركزون بأربع جهات من المملكة. وتضم جهة دكالة- عبدة بمفردها أكثر من ربع هؤلاء الأطفال.
خلال سنة 2013، مثلت بنية تشغيل الأطفال على مستوى هذه الجهات النسب التالية:
- 24,8% بدكالة – عبدة؛
- 18,2% بمراكش- تانسيفت- الحوز؛
- 16,1% بالشاوية- ورديغة؛
- و10% بجهة الغرب- شراردة- بني حسن.
تطورعدد الأطفال المشتغلين المتراوحة أعمارهم مابين 7 وأقل من 15سنة حسب وسط الإقامة (بالآلاف)
المصدر: البحث الوطني حول التشغيل، المندوبية السامية للتخطيط (مديرية الإحصاء)
وغالبا ما يعزى تشغيل الأطفال لقساوة الأوضاع الاجتماعية ولعدم تكافؤ فرص الولوج إلى التعليم، عاملان يمكن تفسيرهما أساسا بالتباين ما بين الفئات الاجتماعية التي ينتمي إليها الأفراد. بالمغرب، وعلى الرغم من تطور نسبة التمدرس بالتعليم الابتدائي، تبقى الجهود المبذولة على المستوى الثانوي غير كافية، ويمثل تشغيل الأطفال أحد عواقب هذه الوضعية.
وهكذا، ومن خلال تحليل المميزات الثقافية لهؤلاء الأطفال، يتبين أن 30% منهم لا يتوفرون على أي مستوى دراسي، 80% لا يتوفرون على أية شهادة و30% من بين البالغين من العمر ما بين 10 و14 سنة هم أميون.
وفيما يخص ظروف عملهم ، يتبين من خلال معطيات البحث الوطني حول التشغيل لسنة 2013، أن 25,4% فقط من هؤلاء الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم و54,8% غادروا المدرسة دون إتمام مرحلة التعليم الإجباري بينما لم يسبق ل 19,8% منهم أن تمدرسوا. و تعزى أساسا أسباب عدم تمدرس هؤلاء الأطفال والذين يمثلون 74,6% من الأطفال المشتغلين إلى:
- عدم اهتمام الطفل بالدراسة( 26,4%)؛
- عدم تواجد مؤسسة تعليمية بمحل الإقامة، بعد المؤسسة، صعوبات جغرافية أو مناخية(23,5%)؛
- انعدام الوسائل المادية لتغطية مصاريف التمدرس( 16,2%)؛
- ضرورة مساعدة الأسرة في أنشطتها المهنية(11,3%).
من جهة أخرى، يبقى تشغيل الأطفال متمركزا في قطاعات اقتصادية معينة. وهكذا، بالوسط القروي، فإن 94% يشتغلون بقطاع "الفلاحة، الغابة والصيد". أما بالوسط الحضري، فإن قطاعي "الخدمات" ب65,5% و"الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية" ب 22,2% يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال.
وحسب الحالة في المهنة، فإن أكثر من تسعة أطفال مشتغلين بالوسط القروي من بين عشرة هم مساعدون عائليون. أما بالوسط الحضري، فإن 42,1% يعملون كمتعلمين،35,9% كمستأجرين، 17% كمساعدين عائليين، و5% كمستقلين.
وفيما يتعلق بعدد ساعات العمل، يعمل الأطفال في المتوسط 32 ساعة أسبوعيا، وهو ما يمثل 14 ساعة أقل من المعدل المسجل لدى الأشخاص البالغين من العمر 15 سنة فما فوق.يمثل هذا الفارق 12 ساعة بالوسط القروي (30 ساعة مقابل 42 ساعة)، في حين لا يتجاوز الساعتين بالوسط الحضري(48 ساعة مقابل 50 ساعة).
المحيط الأسري للأطفال المشتغلين
تهم ظاهرة تشغيل الأطفال 75.135 أسرة، أي ما يمثل 1,1% من مجموع الأسر المغربية، متمركزة أساسا بالوسط القروي (65.976 أسرة مقابل 9.159 أسرة بالمدن).
كما أن هذه الظاهرة تهم بالخصوص الأسر الكبيرة الحجم، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفل مشتغل 0,3% بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد وترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل إلى3% لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
تكتسي المميزات السوسيوثقافية للأسر لأرباب الأسر على وجه الخصوص أهمية بالغة في تحديد هذه الظاهرة. وهكذا فإن نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا شبه منعدمة لدى الأسر المسيرة من طرف شخص له مستوى دراسي عالي، في حين تبلغ 1,5% لدى الأسر المسيرة من طرف شخص بدون مستوى دراسي.
حسب نوع نشاط رب الأسرة، تنتقل هذه النسبة من 0,2% بالنسبة لمن هم غير نشيطين إلى 1% لدى العاطلين لتصل إلى 1,5% لدى النشيطين المشتغلين.