كلمة لابد منها
يبدو أن وزراء العدالة و التنمية ما زالوا مستمرين بتحمل مناصب المسؤولية بعقلية المعارضة. فأبسط ما يمكن تشبيه كلام بوليف به هو اللف و الدوران. فعوض أن ينكب وزير الحكامة على الملفات الاقتصادية العويصة التي تنتظر الحكومة في الدخول السياسي، فضل بوليف أن يلف حبل المزايدات السياسوية حول عنقه أمام حشد من الشباب المتحمسين و عديمي الاحساس بخطورة الظرفية التي نعيش الآن.
و في الحقيقة إن شبيبة الحزب و حتي قيادييها معدورون ، فما قيمة الشباب إذا لم يكن متحمسا و مندفعا إلى حد التهور و كل هذا طبيعي في كل التنظيمات. لكن أن يأتي شخص جامعي و نائب للأمة، و الأخطر من ذلك وزير في حكومة مسؤولة و يطلق الكلام على عواهنه فذلك هو المصيبة بعينها.
إن ما لا يدركه وزير كبوليف، أن تصريحاته تثير البلبلة و التشويش لدى الرأي العام أكثر مما قد تلوي ذراع جهة ما في السلطة أو تكسب انتخابات قادمة. فالمغاربة محاتجون الآن لأجوبة سريعة حول صفقة القمح و احتياطي البلد من العملة اكثر من سجع المتنبئين. وكم وددنا لو كان بوليف يتنبأ في مجاله الاقتصاديـ فما احوجنا لتلك ألنبوءات فالمستقبل لا يخبأ إلا المفاجآت الغير السارة في الظروف السوداء التي يعيشها الاقتصاد العالمي.
إن تصريح وزير في ألحكومة ، بأنه "مرتاح لمثل هذا المنع الذي يكشف بأن قمع الحريات مازال قائما في المغرب"، هو قمة العبث و أقصى درجات العزف على وثر الشعبوية.
إن تجييش الجماهير و شحن الشباب و المراهقين بالخطب الرنانة قد يتحول إلى سلاح دو حدين. ففي كثير من الاحيان ينقلب السحر على الساحر فتثور الجماهير على مجيشيها.
فنحن لسنا في حملة انتخابية إلا إذا كان وزراء العدالة و التنمية في حملة دائمة أو ربما حملة سابقة لأوانها. و لم لا و طنجة ستعرف انتخابات جزئية بعد الغاء القضاء للائحة بوليف بطنجة.