على بعد أيام من مؤتمرها الوطني الثاني عشر، تبدو الحركة الشعبية كجسم مفكك، تتنازعه أطرافه المتصارعة، كأني بالحركة لم تغادر لحظة تجميع مكوناتها الثلاث" الحركة الشعبية الأصل، والوطنية الشعبية كأصل ثاني، والاتحاد الديمقراطي كفرع للاصلين"
الوحدة الحركية التي تجسدت في المؤتمر العاشر، لم تراوح مكانها، إذ عوض تدبير الوحدة الاندماجية لإنشاء حزب قوي كما كان مأمولا، انصب الاهتمام على الحفاظ على الوحدة الصورية من خلال إرضاء انتهازية البعض، ذلك البعض الذي ساهم بشكل كبير في تصفية أطراف حركية رئيسية بغية البقاء وحيدا دون منافس، او للاستحواذ على القرار الحزبي.
التصفيات الداخلية، والعمالة لأطراف من خارج الحركة "للاستقواء" بها في صراع داخلي، حوَل الحركة إلى حزب غير قادر على الحركة، كان هاجس أمينه العام، الإبقاء على وحدة مكتب سياسي تحكمه منذ البداية صراعات داخلية نفعية، بعيدة عن هموم الحركيين أنفسهم، هذا الانقسام حال دون النزول إلى المجال الترابي لهيكلة الحزب محليا وإقليميا وجهويا كما كان منتظرا ، رغم الدعوات المتتالية من امحند لعنصر بضرورة الانكباب على هذا الاستحقاق الحزبي ذو الأولوية.
انشغال الأمين العام للحزب،بإطفاء الحرائق المتولدة عن صراعات المكتب السياسي، والتي وصل مداها الى ما هو إقليمي وإعلامي، أوهم البعض بضعفه وعدم قدرته على الحسم في العديد من المشاكل التي اعترت مسار الحزب ، بينما الحقيقة غير ذلك ،فحرص امحند على إشراك مكتب سياسي ضعيف ناتج عن توافقات ،في كل القرارات التي يتخذها الحزب وإعمال الديمقراطية الداخلية "على الاقل "على مستوى المكتب السياسي ،كانت سببا رئيسيا في ضعف الحزب وتراجعه سياسيا، فمن ينتقدون أداء الامين العام وكلهم من أعضاء المكتب السياسي شاركوا بالأمس في صياغة كل القرارات والبيانات التي اتخذها الحزب، وهنا نتساءل :كيف لمن شغل مسؤولية داخل اهم هيئة تقريرية بالحزب لمدة ثمان سنوات، ولم يسمع يوما اعتراضه على قرار ما أن يأتي اليوم ليُحمل الأمين العام مسؤولية تراجع أداء الحزب؟
أو ليس من حق الحركيين ان يطلبوا من وزرائهم ومن المكتب السياسي حصيلة سنواتهم العجاف؟ ألا يكفي امحند العنصر انه استطاع الحفاظ على وحدة الحزب في هذه الظروف الغير عادية؟
في مقالات متتالية، نحكي قصة الأطراف المتصارعة داخل الحركة، من الوزير الطامح المدفوع لتصفية من احتضنه في الحركة، وآخر هدد بتقسيم الفريق البرلماني إلى فريقين ان لم يتم استوزاره، فالنسيب المدلل الذي استقدم شبابا من خارج الحزب لصنع شبيبة على "المقاص" قبل ان تنقلب عليه، الى الريفي الذي يريد رد الاهانة، وبعض الطامحين إلى "الغرف" من أموال مشبوهة لنائب برلماني مطرود من حزب عصري، وانتهازيون يريدون اغتصاب إرث لا علاقة لهم به، قبل أن نصل إلى مآل مؤتمر مقبل حاسم يُخير الحركيين بين خيارين لا ثالث لهما تكون او لا تكون.