قال خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، أن التقارير التي تصدرها هيئة الأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء، لا يمكنها أن تلعب أي دور في القضية، مؤكدا : “من انتظر من الأمم المتحدة أن تعطيه حقه فهو واهم”، مؤكدا في ذات السياق أن الهيئة الأممية تماهي جميع الأطراف، وعادة ما تهنئ الطرف المنتصر وتتحسر للطرف المنهزم في جميع القضايا التي تدخلت كطرف فيها.
وأكد ولد الرشيد أثناء استضافته صباح الثلاثاء في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن لا أحد يمكن أن يناقش حقوق الانسان في الصحراء المغربية، مشيرا أن أقاليم الصحراء لا تعرف أي قتلى أو اعتقالات، ولا تشابه بينها وبين ما يحدث في سوريا أو السودان أو إفريقيا الوسطى.
واعترف ولد الرشيد أن إسبانيا فشلت في تنمية الصحراء عكس المغرب، الذي نجح مند سنة 1976 في توفير البنيات التحتية والاقتصادية والثقافية بالأقاليم الصحراوية، عكس إسبانيا التي كانت منشغلة باستنزاف ثروات المنطقة، ومشاكلها الداخلية إبان مرحلة الحرب الأهلية التي عرفتها إسبانيا، مبرزا أن الاستعمار الاسباني في المنطقة كان له وجود رمزي فقط.
وأضاف ولد الرشيد أن هيئة الأمم المتحدة فشلت بدورها في حل النزاع الذي استمر قرابة 38 سنة، كما فشلت جميع الوساطات، عكس المغرب الذي نجح سنة 2007 في اقتراح “الحكم الذاتي” كحل نهائي لنزاع الصحراء، وهو المقترح الذي وصف ب “الجدي والواقعي والمتقدم”، من طرف المنتظم الدولي، واصفا المقترح المغربي ب “التاريخي الذي قلب المعادلة”، بحكم أن الجميع كان يعتقد أن “الحكم الذاتي” يخص فقط الدول الصناعية والديمقراطيات المتقدمة، ولا يمكن لدولة افريقيا أن تتخذ مثل هكذا قرار.
وأشار أن كل الصحراويين يعتبرون مقترح الحكم الذاتي حلا مرضيا بالنسبة إليهم، مؤكدا أن كل قارات العالم أصبحت تساند أطروحة المغرب، ولم يتبقى من مساند لجبهة “البوليساريو” سوى 5 دول حددها في الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا وفينزويلا وكوبا.
و اعتبر خليهن أن الجزائر تهدف إلى تمييع المفاوضات وتطويل أمدها من أجل إفشال مقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي، لإيجاد مقاربة جديدة وحل جديد على مقاسها، مشيرا أن الجزائر لم تكن في مستوى ما يطلبة التاريخ.
و بخصوص تقارير الهيئات الدولية أنه على المغرب أن لا يولي أي أهمية لتقارير هذه المنظمات وأن لا يجعلها بمثابة “الكعبة المشرفة”، خاصة “روبرت كينيدي” المعروفة بعدائها للمغرب والتي تريد للصحراء أن تنفصل عن المغرب، مؤكدا أن هذه المنظمات لا يمكنها أن تمنح الصحراء للمغرب كما لا يمكنها أن تسلبها من المغرب، مشيرا أن الصحراويين وحدهم هم من يستطيعون خلق الفارق.
كما أكد خليهن ولد الرشيد أن أغلب سكان مخيمات تندوف هم أطفال ومسنون بعد أن غادرها كل من تمكن من الفرار. أوضح ولد الرشيد، أن سكان المخيمات تتوق إلى الحرية وتسعى بأي طريقة ممكنة إلى الحصول على جوازات سفر سواء من موريتانيا أو الجزائر أو غيرها، فقط من أجل الحصول على وثيقة تضمن لهم مغادرة المخيمات.