أكد الملك محمد السادس اليوم الاثنين بأبيدجان، خلال حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، أن تنظيم هذا المنتدى بكوت ديفوار، ولأول مرة خارج المملكة وعلى أرض إفريقية، لم يأت بمحض الصدفة، بل إنه يعكس، قبل كل شيء، جودة العلاقات التي تربط البلدين، كما يعد خير دليل على أهمية الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع المملكة بدول إفريقيا الوسطى والغربية.
كما أن هذا الاختيار يشكل اعترافا بأهمية ومكانة الاقتصاد الإيفواري، ودليلا على الثقة في آفاقه المستقبلية. ذلك أن هناك العديد من المؤهلات التي جعلت هذا البلد يحتضن إحدى القواعد الصناعية الأكثر نشاطا بالمنطقة، وأحد الأقطاب التجارية الأكثر حيوية بها.
وأوضح جلالة الملك أن الدبلوماسية كانت في السابق، تعتبر أداة لتعزيز العلاقات السياسية، أما اليوم، فقد أصبح البعد الاقتصادي يحظى بالأولوية، ويشكل إحدى الدعامات التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية، مبرزا جلالته أن التعاون الذي كان يقوم سابقا على روابط الثقة والوشائج التاريخية أصبح اليوم يرتكز، أكثر فأكثر، على النجاعة والمردودية والمصداقية.
و أكد الملك محمد السادس على اهمية التعاون جنوب جنوب الذي يجب ان يكون في صلب العلاقات الإفريقية، لتكون القارة الافريقية لأبنائها أولا. مشددا على انه لا توجد مشاريع كبيرة و مشاريع صغيرة ، بل الكل يأتي أكله لخير المواطن . و اعتبر الملك محمد السادس ان المشاريع المغربية في شتى المجالات من طرق و موانئ هي نتاج خبرة مغربية, مشددا على فلسفة التنمية البشرية من خلال مشاريع صغيرة هدفها تنمية المواطن, مضيفا أن القرن 21 يجب ان يكون عصر انتصار الشعوب على التخلف الفقر و الإقصاء.
كما أكد الملك محمد السادس على استعداد المغرب لخدمة الشعوب الإفريقية انطلاقا من الخبرة التي راكمها، و الثقة التي يحضا بها لدى شركائه سواء في امريكا ، أوروبا و الدول العربية. مضيفا أن النمو الذي تعرفه القارة الإفريقية يحتم انخراطا قويا للقطاع الخاص في مجالات الفلاحة و الصناعة و العلوم و التكنولوجيا، لذلك وجب تشجيع القطاع الخاص للانخراط في هذا الورش بوجود قطاع عام ناجع و فعال, مؤكدا على تجاوز خطاب اليأس و إعطاء الآمل للشباب في إفريقيا.