زووم بريس            بنكيران و شباط في برنامج الخيط الابيض            سيارة عملاقة "ولاه أوباما باباه ما عندو" تتجول بالرباط            هل تنفع المواسات في انقاد افلاس المنظومة التعليمية            تم توقيف سيارة من نوع مقاتلة بالمناطق الحدودية الشرقية بين المغرب والجزائر محملة بكمية من الحديد             وكالة إشهارية تستعمل شبيهة أميناتو حيضر في لوحة إشهارية            القاء القبض على عشاب بتهمة اعداد دردك مسمن مؤخرات النساء             حمار يلج القسم و يريد ان يتسجل في الماستر مستقبلا             إعتصام ثلاثة صحافيين من البيان أمام النقابة الوطنية للصحافة            كبش يجرب حظه في مدرسة سد الخصاص           
كواليس زووم بريس
طوطو يعيد تشكيل ديوان المهدي بنسعيد

 
صوت وصورة

الوجه المظلم لحقبة جمال عبد الناصر


مغ صنع الله ابراهيم


غالي شكري حبر على الرصيف


نجيب محفوظ | عملاق الادب العربي - قصة 80 عام من الابداع


فاجعة طنجة

 
أدسنس
 
ثقافة و فنون

طبعة جديدة من الأعمال القصصية لغالب هلسا

 
أسماء في الاخبار

حقيقة تمارض الناصري في السجن

 
كلمة لابد منها

الاعلام الفرنسي يتكتم عن مصدر معلومات ملف كنيسة مونبليه

 
كاريكاتير و صورة

زووم بريس
 
كتاب الرأي

التعديل الحكومي.. بين الإشاعة وضرورة إجرائه...

 
تحقيقات

جزائريون مجرد مكترين عند ورثة فرنسيين

 
جهات و اقاليم

فتح تحقيق في حق ثلاثة شرطيين للاشتباه في تورطهم في قضايا تزوير

 
من هنا و هناك

حادثة الطفل ريان .. مليار و700 مليون متفاعل عبر العالم

 
مغارب

لن تنام عند أحدهم يا أنطوان بالجزائر

 
المغرب إفريقيا

منطقة التجارة الحرة الإفريقية توفر فرص لقطاع السيارات في المغرب

 
بورتريه

معرض الكتاب يلقي الضوء على تجربة السيد ياسين

 
 

لغتي العربية أمي تجري في عروقي ودمي كيف أضيعها؟
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 07 فبراير 2014 الساعة 00 : 22


 

 


ذ عبدالغني برادة


بات من المتعارف عليه، بأن اللغة العربية كانت وستظل هي أم شعوب الأمة العربية والإسلامية، رغم اختلاف مشاربها وتقاليدها ومواقعها الجغرافية. فاللغة العربية هي اللسان المشترك، وهي اللحمة القوية، والعروة الوثقى التي تربط بين العرب والمسلمين على اختلاف لهجاتهم المحلية. ومن ثمة أصبحت اللغة جزء لا يتجزأ من ديننا الإسلامي، ومن ثقافتنا، وتاريخنا المشترك. ومن خلال ذلك أصبحت اللغة عنوانا رئيسيا لهويتنا، وعمودا فقاريا تقوم عليه مجموع ثوابتنا العربية – الإسلامية  . 

 

ولترسيخ اللغة العربية في جذور المجتمع العربي، اختار الله جل جلاله، اللغة العربية، فأنزل بها آخر كتبه، وبذلك أصبحت اللغة العربية لغة القرآن. ويعتبر هذا تأكيد مباشر بأن اللغة العربية ستبقى صامدة ما بقي القرآن. ومعنى ذلك أن الله عزت قدرته، هيئ كل الأسباب لحفظ القرآن، وبالتالي لحفظ لغة القرآن. وهو أعز من قائل: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فالله عز وجل إلتزم بحفظ القرآن، وبالتالي حفظ لغة القرآن من كل تحريف أو تزوير أو تدليس ...

 

وبهذا الصدد، يعجبني التعريف الذي حدد من خلاله الدكتور مصطفى صادق الرافعي في كتاب القيم: "إعجاز القرآن". معرفا بأن القرآن كتاب الله كلية، وفي نفس الوقت، فهو كتاب إنساني، موجه إلى البشرية جمعاء، غير ذي عوج. فهو هداية إلهية في أسلوب إنساني، يحمل في طياته إعجازه. فالقرآن وجود لغوي، ركب كل ما فيه ليبقى خالدا مع الإنسانية... فهو يحفظ اللغة العربية، وإعجازه يشغل العقل البياني العربي في كل الأزمنة.

 

أما أبو منصور الثعالبي في مؤلفه: "فقه اللغة" بين لنا فضل القرآن وارتباطه باللغة العربية التي نزل بها القرآن، وهو أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب". وأضاف الثعالبي : "فمن أحب اللغة العربية عليه أن يعتني بها، ويتابر على استعمالها ويصرف همه إليها ... فمحمد ص خير الرسل، والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم، واللغة العربية خير اللغات والألسنة. واعتبر الفقيه الثعالبي التفقه في اللغة العربية تعبدا وديانة...

 

 غير أن الدكتور عباس الجراري، يقدم لنا تعريفا حداثيا شموليا للغة العربية، يجمع فيه ما بين الماضي والحاضر والمستقبل بدقة، حيث أكد : "بأن اللغة هي رمز حياتنا، ووعاء يضم مختلف منظوراتنا ومقولاتنا، وتجاربنا. فعلى هيكلها تقوم كل بنايات أمتنا الفكرية، لأنها أساس محوري في تكييف عقليتنا، وما يصدر عنها من مختلف ألوان النشاط..."

 

ويضيف الدكتور الجراري بأن اللغة هي الصيغة التعبيرية لوجود الناطقين بها، ترتبط معها نفسيتهم، ويتبادلون وإياها الشحنات والقدرات. فهي المعيار الذي يحدد من خلاله العلاقات الخارجية والأشياء والناس...

 

واعتمادا على كل هذه المكونات أضاف الدكتور عباس الجراري في فقرة لاحقة قائلا: "ومن هنا كانت ازمة اللغة العربية في أمتنا، أزمة ذات ووجود، وأزمة تعبير عنهما. فكانت محاربة اللغة العربية، لا تعني سوى فرض عقدة إجبارية على المواطنين، ومنفى يعيشون فيه مكرهين داخل لغة أجنبية، غريبة عن هويتهم العربية".

 

وبالفعل، فإن إرتباطنا الذاتي والوجودي بلغتنا، يفسر لنا الاستعداد الدائم لدى شعوبنا بتنظيم انتفاضات عارمة، كلما تعرضت اللغة لهجوم، محاصرة، أو مؤامرة. ومن خلال هذا المنوال تحولت اللغة عندنا إلى أداة نضالية فعالة في مواجهة المؤامرات الاستعمارية، ونجحت في إفشال الكثير منها سواء على المستوى القومي أو القطري. وهذا ما أتبته التاريخ....

 

 لقد وردت في القرآن الكريم عدة آيات تتضمن كلمة عربي بمعاني متباينة، نسوق منها ثلاث آيات يقول فيها تعالى:  إنا أنزلناه قرآنا عربيا - وجعلناه قرآنا عربيا - حكما عربيا.

فماذا يقصد استعمال هذا "النعت عربيا" هل يقصد الجنس العربي؟ أم يقصد مفهوم العالمي العربي الشمولي؟ فحسب بعض التفاسير الحديثة، فإن النعت "عربيا" يرمي إلى الشمولية: بمعنى أن مفهوم القرآن، وفكره العام، لا يخرج عن مفهوم الإنسان العربي، المعروف بإنسانيته، وجديته، ومرونته، والتي لا تقبل المساومة والتذبذب في المواقف ... ولذلك كان النعت "عربيا" كالنعت العالمي الشمولي سواء بسواء. وبمعنى أن القرآن هو ذو مضمون إنساني عام، ومن ثمة اكتسبت اللغة العربية صفة القدسية باعتبارها لغة الوحدة والحرية ووحي الحب والرغبة...

 

فهذه أمنا – اللغة العربية، وهذه هي المكانة المقدسة التي خص الله بها لغة كتابه الحكيم، وهيئ لها سبحانه كل أسباب الخلود والرقي والازدهار... لكن نحن أهل هذه اللغة كيف ننظر إليها دولة وشعبا؟ وكيف نتعامل معها في واقعنا اليومي؟ قد يجيبني البعض بأن دساتير الدول العربية والإسلامية، تنص بأن اللغة العرببة هي لغة البلاد ... هذا امر جيد، لكن في واقعنا اليومي، وفي كل القطاعات الحكومية، والشبه حكومية، والخاصة، وكل دواليب الدولة، تهيمن عليها اللغة الأجنبية؟؟.

 

فهذا التنصيص يبقى مجرد حبر على ورق؟، مفروغ من كل مدلول عملي. كلنا نعلم بأن تيسير اللغة وتطويعها، يتوقف عل مدى استعمالها من طرف أهلها. فإذا كانت  لا تعطى حقها، وتهان، ويستخف باستعمالها حتى في أبسط المجالات الحياتية: كواجهات المحلات التجارية والصناعية، نجد لافتات بلغة أجنبية ... بل أكثر من هذا، فإن جل العائلات العربية يحرمون موالدهم الجدد من لغة الأم، ويعملون على تعويضها بمربيات وخادمات أجنبيات. ففي مثل هذه الحالة، فإن الطفل يعيش داخل مجتمع عربي، لكنه يظل غريبا ويعيش غريبا داخل أهله ومجتمعه. أما على مستوى أجهزة الدولة، فأغلب القطاعات الحية تستعمل اللغة الأجنبية حتى في مراسلاتها الإدارية. في حين نجد الرسول الأكرم محمد ص منذ ألف وخمسمائة سنة خلت، وكان ص على إلمام كبير بجميع لغات وقته، لكنه كان يصر على مراسلة عظيم فارس والروم، وملك الحبشة، والمقوقس وغيرهم من الملوك، باللغة العربية؟؟... ويحق لنا أن نتساءل : ما وراء تمسك الرسول الاكرم باستعماله اللغة العربية، رمز الامة، في كل علاقاته الخارجية؟ لا شك أن الرسول ص كانت له الكثير من المقاصد المستعجلة، كان يصر على تحقيقها، نذكر منها على سبيل المثال : هيمنة لغة القرآن على جميع العلاقات الإقتصادية والثقافية والدينية والسياسية، قصد تعزيز روابط حضارية هادفة...

 

ومن المعلوم أن كل لغة مهما كانت غنية وقوية، وتعرضت لما تعرضت إليه اللغة العربية من محاصرة، تجميد في مختلف مجالات الحياة، فإنها في نهاية المطاف ستهجر لسان أبنائها، وتضعف، وتتضاءل، إلى أن تغيب عن الوجود. وهذا ما يفسر لنا بالملموس والمحسوس، بأن كل ضعف يصيب الإرادة السياسية للأمم، فإنه ينعكس عن اللغة، وكلما كانت الإرادة السياسية قوية، والاختيارات الوطنية الكبرى واضحة المعالم، فإن اللغة تقوي بدورها ذلك، أن التاريخ علمنا بوجود علاقة جدلية ما بين تطور الأمة واللغة فكلما تقوت الامة تتقوى بها ومعها اللغة... وعندما نصل إلى هذا الاستنتاج الأولي ينتصب أمامنا هذا السؤال: "هل شعوب الأمة العربية والإسلامية ستقبل التدهور الذي انحدرت فيه اللغة العربية إلى أن تصبح مجرد جنة محنطة غير قابلة للإنعاش ولا الحياة؟.

 

هذا في الوقت الذي تعمل إسرائيل جاهدة على إحياء لغة عبرية ميتة. ولازالت تسعى بكل جدية لدى المحافل الدولية المختصة، لتجعل من العبرية لغة علمية تفتح في وجهها كل الجامعات وأبواب البحث العلمي...

 

ومن المعلوم أن الدول النامية، والمتحكمة في رقابنا اليوم، من خلال "لعبة العولمة ومشتقاتها" لم تستطع العبور من ضفة التخلف إلى ضفة التصنيع والإنتاج والإبداع، الإ من خلال الأهمية القصوى التي أولتها للبحث العلمي. وفي هذا السياق يمكن تقديم، على سبيل المثال تجربة إسرائيل المعتدية: تقول الإحصائيات المنشورة في لائحة مشارع الأبحاث العلمية بأنها قامت: بـ3500 بحث مستقل، إنكب على تأطيرها 67.710 عالم. أما بعد هزيمتها في أكتوبر 1972، فإن عدد الباحثين إرتفع إلى 3068 باحث، تؤطرهم 141 وحدة عمل. وفي وسط السبعينيات قفز عدد الباحثين إلى 10.000. أما توقعات الألفية الثالثة، وما تحمله في طياتها من مفاجآت، فإن عدد الباحثين قد يلامس المليون... وقد يكون من باب العبث، عقد مقارنة بين ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي وباقي الدول العربية الإسلامية، إذا لا يوجد أي مجال للمقارنة، على الرغم من أن كل خيرات وطاقات العالم تحت أقدامنا، تهدر هدرا، بدون مقابل تقني ولا معرفي، حتى تبقى آبار لقمان على حالها...؟

 

وبمقابل هذه المجهودات العلمية المتوالية التي تبذلها الدول المصنعة، ماذا يفعل الحكام العرب؟

 

نجد العرب من خلال تصرفاتهم المتخاذلة، يحاولون قتل لغة حية، وإحياء لهجات عامية ميتة، غير علمية، ولا يمكنها أن تعبر عن فكر أو إبداع....؟ فكيف يمكن التفكير في التخلي عن اللغة العربية تحت تبريرات واهية، مع العلم أن وعاء اللغة العربية كجزء لا يتجزء من هويتنا، لأنها تمثل اللحمة الصلبة التي تربط بين باقي الأجزاء لا تقبل التفكيك، وكل محاولة في هذا الإتجاه ستتوقف معها الحياة...

 

إن الحملة التي يشنها المدافعون والمناصرون لاستعمال اللهجات العامية من خلال بعض الفضائيات العربية بدلا من اللغة العربية الفصحى، تحت مبررات وتعلات ضعف أو صعوبة اللغة، هي حملة ممنهجة وتمهيدية لتمزيقها والتشكيك في قدراتها، وبالتالي فقدان الثقة في لغتنا، كأداة فعالة، قادرة على بناء نهضة تحريرية جديدة، وعلى أسس سليمة.

 

ومن باب الصدف الموقوتة والمرصودة، نجد أنصار العولمة في حملاتهم المبيتة والمسمومة، يتناغمون مع ما يدندن عليه أنصار العامية، ولكن بمصطلحات اقتصادية: كاحتياجات السوق وشروطه الجديدة، والتي تقتضي استعمال لغات أجنبية على حساب اللغة الأم...؟

 

صحيح أن رقي اللغة مرتبط ارتباطا قويا برقي اقتصاد أهلها، لكن عندما يكون الاقتصاد القومي مربوطا بعجلة التبعية المطلقة لاختيارات الخارج، فإن مضاعفاتها الوخيمة والسلبية تنعكس مباشرة على باقي مكونات الهوية العربية – الإسلامية.

 

وهذا ما دفع النخبة القيادية اليابانية، أن تأخذ بعين الإعتبار، وهي تخطط لمشروع نهضتها وانطلاقته العملاقة، بالاعتماد كلية على اللغة اليابانية، وجعلها ركيزة أساسية في بناء نهضتها وحمايتها من كل التقلبات الخارجية وسلبياتها المتكررة.

 

ذلك أن الثورة الصناعية الضخمة التي خاضها الشعب الياباني، لم تمنعه من الحفاظ على لغته، وتراثه فإنه نجح بتفوق في ربط القديم بالجديد على مستوى القيم والمفاهيم. ونجح كذلك في الحفاظ على تقاليده البوذية بعد تطويرها وتحويلها من عائق مانع للإقلاع، إلى حافز مشجع للإنطلاق وبناء النهضة على أسس قوية وسليمة.

 

ونحن بدورنا كعرب ومسلمين أمة وسطا، نجمع ما بين المادة والروح، ولسنا بعباد للبنوك، نحن دين ودنيا. فالعالم بالنسبة إلينا مجرد منتدى للحضارات: نتفق، تختلف، نتمايز، نتشارك لدعم القواسم المشتركة بيننا، مع الاحتفاظ بخصوصيات حضارية نتميز بها عن غيرنا... نحن على أتم الاستعداد للانفتاح على كل العلوم من خلال تنشيط وتشجيع الترجمة دون تغييب لغتنا، وديننا، وثقافتنا وتاريخنا العربي – الإسلامي. فنحن كشعوب وحاكمين، نؤمن بأن الحكمة ضالة المؤمن نلتقطها أنا وجدناها. نأخذ من الآخر كل ما هو معقول ومنطقي وننفتح به ومعه على آفاق جديدة نطعم به حضارتنا.

 

واعتمادا على هذه الأرضية المتفتحة على آفاق مستقبلية، ينبغي أن تتخذ الأمة العربية موقفا حازما إزاء الأزمة التي تحدق بلغتنا وهويتنا، موقفا يكون لينا مرنا ومسؤولا. بمعنى أننا نعتز كلما اعتزاز بلغتنا العربية، ولكن ندرس لغات أجنبية عند التخصص. نعتز بتاريخنا القومي، ولكن ندرس تاريخ الشعوب. نعتز بديننا وثقافتنا القومية، ولكن ندرس ثقافة وتاريخ الشعوب لتعزيز أواصر التضامن والتعاون المتبادل مع مختلف شعوب العالم.

 

وبهذا الصدد لا ننسى بأن العالم الإسلامي – العربي، يتوفر على مجموعة من الآليات والمنظمات الدولية والإقليمية على المستوى الحكومي والمدني. انطلاقا من الجامعة العربية، مرورا بالمجمع اللغوي والثقافي، بالإضافة إلى المجالس والمجامع الاقتصادية العربية...

 

فعندما نتساءل مثلا : عماذا قدمته المجامع اللغوية لإحياء اللغة العربية، وجعلها أكثر إشعاعا وتداولا، ونطقا، وتصريفا في شتى مجالات الحياة؟ وماذا قدمت المنظمات والمجامع الأخرى لدعم التعاون والتضامن العربي الإسلامي؟ يأتينا الجواب باردا جامدا خاليا من كل مسؤولية: إنها أصبحت مجرد آليات استهلاكية، محنطة، بدون روح، وبدون مضمون فعلى...!

 

فلا بد، والحالة على ما هي عليه اليوم من تدهور وانحدار، من محاسبة المسئولين على سوء تدبيرهم، وضخ دماء جديدة في عروق هذه المنظمات وتنظيمها، ومراجعة أهدافها وتحيينها قصد إنعاش دورات إنتاجيتها، والرفع من وثيرة إنتاجيتها ومردوديتها...

 

وهذا يقتضي اتخاذ قرارات سياسية جديدة على أعلى المستويات لتحديد المسؤوليات وضبط الأهداف حتى تقوم هذه المنظمات العربية – الإسلامية بالأدوار المنوطة بها أحسن قيام .

وفي انتظار أن تقوم أمتنا العربية الإسلامية بهذه التغييرات والإصلاحات المستعجلة، لإيقاف النزيف، من خلال تحريك وإصلاح كل الآليات العربية الشبه المعطلة، وبعث روح جديدة في تحريك دواليبها ... لا بد من الإجابة على سؤال عريض ومصيري: "ماذا ننتظر من شعوبنا للخروج من هذه الأزمة الخانقة؟ وكيف سنتصرف ونواجه هذا الركام الهائل من الإختلالات، والتمزقات، والأخطاء القاتلة التي لم يعد ينفع معهما، لا سياسات ترقيعية مرتجلة، ولا قروض خارجية مشروطة بقيود التبعية معها تدفقت بقادرة على حل المشاكل المطروحة، بقدر ما هي قادرة على رهن مصير أجيال من شبابنا، وعرقلة تطورنا، وتعميق تدهور أوضاعنا على عدة مستويات، لتدفعها في نهاية الأمر، وبوتيرة سريعة ومخيفة نحو الحضيض. فلا تقدم ولا ازدهار إلا بعد تحرير الإنسان العربي من كل القيود، حتى يصبح الفاعل الأول في صنع مستقبله.

 

وفي تقديري ومن خلال ما تقدم لم يعد أمام أمتنا إلا حلا واحدا أوليا: يصحح المفاهيم، ويقوم الأغلاط الفادحة، ويهدم سجن الخرافات الذي يطوق شعوبنا، ويعطي الصدارة لتحرير العقول، ويفسح المجال واسعا وبقوة للعمل والإنتاج والإبداع...

 

تحقيق هذه الخطوات في اعتقادي ضرورية لفك الحصار المضروب على شعوبنا، وفتح أبواب المستقبل أمامها، حتى تسترجع الثقة بنفسها، هذه الثقة التي ستحولها إلى محرك أساسي سيدفعها إلى الاشتراك في التخطيط، والنضال، وتوظيف كل طاقاتها وقدراتها لإنجاح الثورة الثقافية، والعمل على توجيهها توجيها تحرريا بناء.

 

ومع ذلك فإن الثورة الثقافية، لا تمثل في تقديري إلا حلقة في سلسلة من الحلقات تكمل بعضها بعضا، فلا يجوز الاقتصار على إصلاح حلقة واحدة، وإهمال القطاعات الحيوية الأخرى. ولإيقاف تدهور أوضاعنا المزرية. فلا بد من مراجعة الاختيارات السياسية الكبرى القائمة، والتي أدت إلى انهيار الأوضاع. وهذه المرجعية تقتضي بالضرورة، خوض معركة إيديولوجية؛ تفرض نفسها بنفسها، ويفرضها واقعنا اليومي الذي طغى فيه الاستغلال، والاحتكار، والفساد بكل أشكاله وألوانه، من تزوير وتزييف وكل هذه الأمراض السرطانية.

 

كل هذه الأمراض السرطانية الفتاكة، أصبحت تهدد الاستقلال السياسي لأمتنا العربية وكرامة شعوبنا المضطهدة ... إن ما أصابنا ليس بقدر حتمي لا راد لتغييره، بل بالعكس لا مفر لنا من إجراء عملية جراحية بذكائنا العربي قبل أن تفرض علينا من قوات خارجية، تقوم بها نيابة عنا حماية لمصالحها، وكما يقول المتنبي في إحدى قصائده الشعرية:

 

إذا رأيت نيوب الليت بارزة                              فلا تظنن بأن الليت يبتسم!

 

وهذا يعني أن أمتنا العربية – الإسلامية، موضوعة حاليا أمام حتميات تاريخية حاسمة، ومن الخطر على مستقبلها، المساومة أو المتاجرة بمصالحها الحيوية، ومصيرها التاريخي الكبير...

 

 

عبد الغني برادة

من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية و هو أمين وطني للحزب حاليا

عضو الامانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل سابقا

و من رجال المقاومة و جيش التحرير








 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

                                             المرجو الالتزام باخلاقيات الحوار، أي تعبيرات قدحية ستسحب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



النص الكامل لاستجواب جريدة المساء مع عبد الحميد أمين

الاتحاد الاشتراكي يطالب الحكومة بالإعلان عن فشل إصلاح المنظومة التربوية

إشكاليات تعاطي النخب المغربية مع التقلبات السياسية

الملك محمد السادس يلقي الكرة في ملعب مُقبّلي يديه

عويطة :صرخة بطل

الوداد ينتزع تعادلا ثمينا من ليوبار الكونغولي

المسابقة الأولى في التصميم و التصوير الفوتوغرافي بطنجة

ما تقسيش ولدي تستنكر نبش قبر فتاة بسلا

المعتقل عبد الحليم البقالي يضرب عن الطعام

محمد الساسي يضع حكومة بنكيران في السياق

العدالة الانتقالية والثورات العربية

الرابطة المغربية للصحافة الالكترونية تعقد مؤتمرها الوطني الاول

اصدارات جديدة لمكتب تنسيق التعريب بالرباط

النقابة المغربية لمحترفي المسرح تنعي المسرحي الكبير الحاج أحمد الطيب لعلج

مثقفون عرب يدعون بالقاهرة إلى المشاركة في التغيير و الديمقراطية

أمكاسو يكشف الوجه الحقيقي للعدل و الاحسان

هل تتَّجه اسبانيا إلى تبني خطة الحُكم الذاتي في الصحراء؟

وزراء الداخلية العرب يناقشون في الرياض علاقة المواطن بالأجهزة الأمنية

عبادي: مشروع العدل والإحسان يسعى إلى تحقيق السعادة للمغاربة في الدنيا والآخرة

جريدة التجديد تطالب الخطوط الملكية المغربية بتلاوة دعاء السفر قبل الإقلاع





 
النشرة البريدية

 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  استطلاع رأي

 
 

»  اخبار

 
 

»  سياسة

 
 

»  مجتمع

 
 

»  اقتصاد

 
 

»  ثقافة و فنون

 
 

»  زووم سبور

 
 

»  جهات و اقاليم

 
 

»  من هنا و هناك

 
 

»   في الذاكرة

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  تحقيقات

 
 

»  حوارات

 
 

»  أسماء في الاخبار

 
 

»  كلمة لابد منها

 
 

»  بورتريه

 
 

»  أجندة

 
 

»  كواليس زووم بريس

 
 

»  الصحراء اليوم

 
 

»  مغارب

 
 

»  مغاربة العالم

 
 

»  المغرب إفريقيا

 
 
أدسنس
 
سياسة

اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال تبدأ على إيقاع الصفع

 
استطلاع رأي
كيف تجد النشرات الاخبارية في القناة الثانية

هزيلة
متوسطة
لابأس بها
جيدة


 
اخبار

نشرة إنذارية لمستعملي الطريق بسبب سوء الأحوال الجوية

 
ترتيبنا بأليكسا
 
جريدتنا بالفايس بوك
 
مجتمع

مطالب بتشديد العقوبات على مستغلي الاطفال والنساء في التسول

 
اقتصاد

المغرب يتجه لتوطين صناعة حاويات الشحن لتعزيز تنافسيته العالمية

 
البحث بالموقع
 
أجندة

شبكة المقاهي الثقافية تنظم ملتقاها الجهوي بسيدي قاسم

 
في الذاكرة

في رحيل الدكتور عبد المجيد بوزوبع

 
حوارات

العنصر يحمل العثماني مسؤولة التأخير في تحويل الاختصاصات المركزية إلى الجهات وتفعيل برامج التنمية الجهوية

 
زووم سبور

كأس الكاف: القرعة تضع نهضة بركان في مواجهة أبو سليم الليبي

 
مغاربة العالم

إجلاء 289 مغربيا من قطاع غزة

 
الصحراء اليوم

بيدرو سانشيز يجدد التأكيد على موقف إسبانيا الداعم لمغربية الصحراء

 

   للنشر في الموقع 

[email protected] 

اتصل بنا 

[email protected]

   تـنــويه   

الموقع لا يتحمل مسؤولية تعليقات الزوار

فريق العمل 

مدير الموقع و رئيس التحرير: محمد الحمراوي

   المحررون: حميد السماحي، سعاد العيساوي، محمد المدني

ملف الصحافة : 017/3  ص ح  - طبقا لمفتضيات قانون الصحافة و النشر 10 اغسطس 2017

 


  انضمو لنا بالفايس بوك  شركة وصلة  سكريبت اخبار بريس

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية