علم منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف أن محمد عبد العزيز رئيس جبهة البوليساريو أعطى أوامره إلى وزير الدفاع الصحراوي بأخذ جميع الاحتياطات والتدابير الأمنية المشددة حول محيط مخيمات اللاجئين الصحراويين بمختلف الولايات، وطلب أن يعمم الأمر على كافة النواحي العسكرية وأن يسهر الوزير شخصيا على التأكد من تطبيق تلك الإجراءات.
وحسب مصادر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف فإن الأوامر الصادرة عن قيادة البوليساريو جاءت استباقا للزيارة التي تعتزم مؤسسة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان القيام بها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين للوقوف على واقع حقوق الإنسان والبحث والتقصي حول الأوضاع الإنسانية والحقوقية للصحراويين فوق التراب الجزائري.
وقد سجل منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف قيام قيادة البوليساريو بتزويد مختلف الولايات التابعة لها بلائحة تتضمن أسماء أشخاص غير مرغوب بهم خلال فترة زيارة الوفد الحقوقي، وطلبت من كبار مسؤوليها توخي الحيطة والحذر أثناء تفقد الحقوقيين لأوضاع اللاجئين، كما طلبت أن يتم نقل بعض المساجين من أماكن اعتقالهم واقتيادهم إلى أمكنة مجهولة تفاديا لاحتمال لقاءهم بأعضاء اللجنة الحقوقية . كما قاد بعض الأعيان وكبار شيوخ قبيلة لبيهات وساطة بأمر من محمد عبد العزيز لثني الفنان الناجم علال عن الاستمرار في اعتصامه وإنهاء احتجاجه على الأقل أثناء تواجد الحقوقيين الدوليين بمخيمات اللاجئين.
أمام هذا الوضع الأمني والحصار الذي تعيش على وقعه مخيمات اللاجئين الصحراويين، فإن مجموعة من الفعاليات الصحراوية عبرت عن تنديدها الشديد بالحصار الأمني والإعلامي الذي تسعى جبهة البوليساريو لفرضه بمخيمات اللاجئين لمنع الصحراويين من التعبير عن آرائهم بكل حرية وتضييق الخناق عليهم في التنقل والتجول بشكل طبيعي في محاولة لفرض حظر تجول أثناء زيارة البعثة الحقوقية الدولية خدمة لسياستها القاضية بمنع أي تحرك معادي لطرحها أو رافض ومعارض لتسلطها، ولإعطاء صورة للمنظمة الحقوقية بأن الأوضاع بمخيمات اللاجئين الصحراويين تحت السيطرة وأن الصحراويين كلهم على رأي رجل واحد وأن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي لهم، وهي الصورة التي أثبت التاريخ زيفها وكذبت الأحداث المتتالية بالمخيمات صحتها وأبانت أعداد المعارضين للبوليساريو من الداخل هشاشتها.
وأهاب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف بالمنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها مؤسسة كنيدي الحقوقية في شخص رئيستها السيدة كيري كينيدي بضرورة التدقيق والتمحيص أثناء زيارتها للمخيمات، وبضرورة اللقاء مع مختلف الفعاليات الصحراوية خاصة أصحاب الرأي المخالف لقيادة جبهة البوليساريو، كما تمنى أن تسعى المؤسسة الحقوقية للقاء المناضل الصحراوي مصطفى سلمى سيدي مولود والفنان الناجم علال اللذين تحاول جبهة البوليساريو إسكات صوتيهما والتعتيم على قضيتيهما، كما دعا أن تتجنب المؤسسة الموقرة اللقاءات الرسمية التي تستعد جبهة البوليساريو لتنظيمها وإدراجها في برنامج المنظمة الحقوقية، وطالب أن يعتمد الوفد الحقوقي عنصر المفاجأة وتنظيم زيارات فجائية إلى المخيمات الصحراوية وإلى مراكز السجون للوقوف على التجاوزات الممارسة في حق الصحراويين العزل والمغلوب على أمرهم من طرف قيادة البوليساريو. كما نطالب المنتظم الدولي ومختلف الهيئات الحقوقية والإنسانية بالضغط من أجل توفير أجواء الحرية التامة لأعضاء الوفد الحقوقي الذي يزور مخيمات اللاجئين، وأن تقدم له كافة التسهيلات والوسائل للقيام بعمله في أحسن الأحوال بعيدا عن تأثير سطوة محمد عبد العزيز ورجالاته، وحتى يستطيع الوفد الحقوقي الوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية والحقوقية المزرية بمخيمات اللاجئين الصحراويين، كما ناشد جميع أبناء الصحراء الأحرار باغتنام هذه الفرصة التاريخية للتعبير عن آرائهم الرافضة لاستبداد جبهة البوليساريو وتحكمها الإجباري في مصيرهم، وأن يسعوا إلى تنظيم خروج جماهيري يفضح سياساتها الاستبدادية في حقهم ويعري أساليبها القمعية أمام الوفد الحقوقي.