اضطر رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى تغيير عشرة وزراء بالحكومة أي نصف عدد أعضاء التشكيل بعد استقالة ثلاثة وزراء وسط تحقيق فساد عالي المستوى. ومن بين الوزراء الذي تم تغييرهم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ايجمن باجيس الذي ورد اسمه في تحقيق الفساد لكنه لم يستقل بعد إضافة الى وزارات أخرى مثل وزيري الاقتصاد والعدل.
و كان وزير الداخلية التركي معمر غولر الذي طالته فضيحة الفساد قدم استقالته استقالته بعيد استقالة ظافر تشاغلايان وزير الاقتصاد . وقد اتهم ابنا هذين الوزيرين النافذين في الحكومة الاسلامية المحافظة التي يقودها رجب طيب اردوغان وسجنا في اطار قضية فساد واسعة.
وأعلن وزير البيئة أردوغان بيرقدار استقالته أيضا ودعا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي تهز ليحذو حذوه. وقال الوزير على شبكة ان تي في الاخبارية "استقيل من منصبي كوزير ونائب" داعيا اردوغان الى الاستقالة بدوره.
و يرى المراقبون أنه بعد فضائح الفساد التي شملت أبناء لوزراء في حكومة أردوغان لم يعد الأتراك يستسيغون ذلك الوصف الذي يلقب به حزب العدالة والتنمية باسم “آكا”، أي الأبيض نسبة إلى الصفاء والبعد عن الفساد. فقد صار كل شيء الآن موضع تساؤل ومحاسبة وهو منعرج خطير سيقضي حتما على المستقبل الانتخابي للحزب الإسلامي الذي سعى بكل الوسائل إلى ضرب ملامح تركيا العلمانية.
و تبقى تهم الفساد الذي كشف عنه مؤخرا من أقوى الضربات التي توجه إلى أردوغان وهو الذي يعد نفسه لانتخابات محلية مرتقبة في مارس المقبل وأخرى رئاسية . و قد بدأت الاحتجاجات الشعبية في تركيا مند أيام ضد حزبه العدالة والتنمية التركي، الذي يعد أحد أذرع التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، و احد النماذج التي يقتدي بها حزب العدالة و التنمية في المغرب و الذي يعيش بدوره على إيقاع الاستقالات الجماعية بعدد من الأقاليم.
أما إذا أضفنا إليها تذمر قياديين بارزين مثل سعد الدين العثماني من المنحى الذي يسير فيه الحزب، و الخرجات المتهورة للمقرئ أبو زيد الذي لا يجيد القراءة بين السطور، فلا أحد يتنبأ بما ستؤول له الأمور في القريب العاجل.
و تبقى أساليب استغلال المناصب لأشباب شخصية أحد المساوئ التي تلاحق العدالة و التنمية المغربي. فآخرها خروج وزير الاتصال مصطفى الخلفي ببيان حقيقة ، يشرح فيه الواضحات في قضية التدخل لفائدة ابن رئيس حركة التوحيد و الإصلاح محمد الحمداوي ، قصد الترسيم في احد المؤسسات العمومية الكبرى ، بينما أبناء الشعب يتسكعون في الشوارع.