يشتكي المعتقل السياسي البارز حسن أحراث من عدم توزيع كتبه من طرف الموزعين و أصحاب المكتبات المتخصصة. و بمرارة شديدة يحكي أحراث كيف عاش خيبة الأمل مع كتابه الجديد "مجموعة مراكش" الكتاب الذي يوثق لإحدى أحلك المراحل في سنوات الرصاص بالمدينة الحمراء، التي شهدت انطلاق شرارة الاحتجاجات سنة 1984 .
و يقول حسن أحراث أنها محنة قاسية أخرى من بين المحن القاسية التي يعانيها ضحايا القمع السياسي في صمت، إلى جانب كل من أختار قول الحقيقة ومناهضة الظلم والفساد والإجرام... إنها محنة إغناء الذاكرة وكتابة التاريخ بالدم والعرق والأظافر...
وفي سياق نفس المحنة والتضييق، يقول أحراث" توجهت بداية إلى الشركة العربية الأفريقية للتوزيع والنشر والصحافة (سبريس/SAPRESS)، بمقرها الرئيسي بالدار البيضاء، في شخص أحد مسؤوليها، السيد الوردي، فتسلم نسخة من الكتاب مرحبا. وبعد حين (يومين)، طبعا بعد قراءته، اتصل بي هاتفيا معتذرا عن قرار "رفض توزيع الكتاب"، لأن الشركة حسب نفس المتحدث لا تنشر هذا النوع من الكتب بسبب عدم الإقبال على اقتنائها/قراءتها".
و نفس التجربة عاشها مع كتاب آخر عنوان "مجموعة مراكش، انتفاضة يناير 1984، معركة الشهيدين بلهواري والدريدي" والصادر سنة 2006. و مما يثير استغراب الكاتب اقدام صاحب كشق معروف وسط الرباط بإخفاء الكتاب عن المارة، مع العلم أن الكتاب يحمل رقم الإيداع القانوني.