من غرائب الأشياء بالمغرب، أن تجد أشخاص درسوا الهندسة و التقنيات الحديثة، لكن عقولهم جبلت على التطرف و التحجر و يتحولون لدعاة للانغلاق و الرجعية. و لعل من أبرز الأمثلة على ذلك المهندس رضا بنعثمان الذي حوكم في إطار قانون مكافحة الإرهاب، لنشره صورا لمقرات استراتيجية و لسفارة دولة أجنبية بالرباط، و هو ما اعتبرته المحكمة تشجيعا لقيام مجموعات إرهابية بهجمات على تلك الأماكن.
بعد سنوات من السجن بسبب هذه الفعلة، تحول المهندس الملتحي لناشط حقوقي و ثورجي و ناشر لأخبار السلفية الجهادية في موقع انوزلا المتوقف الآن. بنعثمان بعد شيوع خبر تعويضه و إعادته لمنصبه بمكتب تنمية التعاون بقدرة قادر و تدخل جهات نافدة في الحكومة زيادة على منحة شيكا بمبلغ 54 مليون سنتيم، طلع علينا في حوار غريب ب"موقع بوعشرين "يحاور نفسه و ينظر لمغرب جديد كما يراه هو فقط. فالرجل يصرح علانية أن المؤسسة الملكية يجب أن تنتقد من قبل الناس علانية لسبب بسيط هو ان سيادته لا تريد إعطاء الشرعية لنظام ينتهك حقوق الإنسان، دون أن يجيبنا غذا كانت طالبان و جبهة النصرة تعترف أصلا بتلك الحقوق.
فمن يكون هذا الشخص النكرة الذي جعل من والدته المتقاعدة ناشطة حقوقية طيلة سنوات اعتقاله، حيث عوض أن تهتم ببيتها و تخلد للراحة أصبحت تصاحب نساء السلفية الجهادية صباح مساء في وقفاتهم من اجل الخلوة الشرعية. كما تحججت بقضية ابنها للقاء إريك غولدشتاين و شيرين راشد ، قصد منح اللجوء السياسي لأبنها بعد خروجه من السجن مقنعتا إياهم انه سيلاحق بعد خروجه من السجن، لكن ما حصل بعد خروجه أنه أعيد لعمله مع 54 مليون سنتيم.
شخص يحمل درجة مهندس في بلد نامي كالمغرب ، كان من ألأجدر له الانخراط في اوراش البناء و التحديث عوض الانزياح للتعصب و التطرف الديني. فرضا بعثمان تحول لغير الرضا، فأضحى ابنا عاقا و مسخوطا، لأنه جرجر والدته في المحاكم و السجون. أما والدته فجعلت من فشل ابنها قضية لتحوله لبطل مغوار و مناضل. هذا المهندس لا يهتم بأمور الهندسة بل بأخبار ابراهيم بنشقرون المعتقل السابق بغوانتناموا المتواجد حاليا بسوريا و بخالد الكموري المكلف بكتيبة جهادية من قبل بنشقرون.
و إذا كان لابد من وخزة ضمير و من جهاد من اجل العدالة، فعليه أن يفكر مليا فيما اقترفت يده من تجني على والدته التي أفنت عمرها في تربيته حتى أصبح مكتنز البدن. المهندس بنعثمان هو مثل انفصاليي الداخل ياكلون من الغلة و يسبون الملة. فلا شيء يعجبهم في هذا البلد سوى التزمت و الغلو الديني