وطالب الوكيل العام للملك بإعدامه، حيث كال لهم الجاني السب والشتم والقذف بكلمات نابية.
وتدخل المحامي بوشعيب الصوفي من هيئة الرباط، لتهدئة المتهم وسط القاعة، إذ أمر رئيس الجلسة بتأجيل الملف إلى ساعة متأخرة من مساء أول أمس، بعدما تجمهر عشرات المتقاضين والموظفين والمحامين أمام القاعة، لمتابعة أطوار المحاكمة المثيرة، وشرعت المحكمة من جديد في محاكمة الجاني، حيث أدلى دفاعه بشواهد طبية تثبت إصابته بمرض عقلي موقعة من قبل أطباء بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بسلا.
وأثناء مراحل المحاكمة استشهد الوكيل العام بآية قرآنية، تؤكد أن من قتل شخصا كأنما قتل الناس جميعا، فتدخل المتهم بذبح ابنتيه، وقام بتصحيح الآية القرآنية للوكيل العام، واتهم ممثل النيابة العامة بعدم حفظ القرآن الكريم، كما وجه إليه عبارات نابية.
وتدخل عدد من المحامين لمنع الصوفي من الاستمرار في الدفاع عن المتهم، بعد مهاجمته للقضاة، في إطار الأعراف المهنية التي تربط الجسم القضائي بالمحاماة، حيث رفض الصوفي مطلبهم، واعتبر أن موكله مصاب بـ«المعاوضة الذهانية» و«الانفصام في الشخصية».
وبعد أطوار جلسات مثيرة استغرقت ساعات، أقنع الصوفي الهيئة القضائية بلزوم إحالة موكله على مستشفى الأمراض العقلية، وبعد أخذ ورد، تداولت الهيئة في الملف حوالي ساعتين، حيث قضت بإعفائه من العقوبة الحبسية، وإحالته على مستشفى الرازي بسلا، وبعد سماعه لمنطوق الحكم، أكد المتهم أنه سيقاضي الهيئة القضائية التي اعتبرت أنه «أحمق»، واعتبر المتهم نفسه أمام القضاة، بأنه «المهدي المنتظر المعول عليه لتغيير الكون وقام بذبح ابنتيه قربانا لله تعالى».
وتعود تفاصيل قضية ذبح المتهم لابنتيه (تبلغ الطفلة الأولى 9 سنوات، والثانية 5 سنوات) إلى بداية السنة الماضية، بمنطقة سيدي يحيى زعير (ضواحي مدينة تمارة)، حيث اعترف بالتهمة الموجهة إليه بالقتل العمد في حق الفروع مع سبق الإصرار والترصد، وأكد قرار قاضي التحقيق أن الأدلة تبقى كافية على ارتكاب الجاني لهذه التهمة، حيث تؤكد كل الأدلة العناصر التكوينية للجريمة، من خلال الأدوات المستعملة من قبيل السكين وبذلة عسكرية.
وأفاد المحامي الصوفي أن الجاني سيقضي حياته داخل مستشفى الأمراض العقلية بسلا، في حالة عدم استئناف الحكم من قبل النيابة العامة، وأكد أن موكله كان يتردد على مستشفى الرازي، قبل إقدامه على ارتكاب الجريمة في حق الفروع.