صرح أبو بكر الجامعي على النسخة الفرنسية من موقع لكم ، أنه مسؤول عن نشر الفيديو المنسوب للقاعدة في المغرب الإسلامي و الذي بسببه يتابع أنوزلا أمام القضاء. و إذا كان من مغزى للخرجة الإعلامية لبوبكر الجامعي في هذا التوقيت بالضبط فهو الإرادة في التصعيد و صب الزيت على النار لكي لا تبقى قضية أنوزلا قضية عادية تمس مجال الصحافة و النشر و إن كانت تكتسي طابعا خطيرا.
الجامعي بتصريحه هذا كأن حال لسانه يقول إعتقلوني مع أنوزلا ، فأنا من أوصاه بنشر شريط القاعدة. أنوزلا كان معروفا بمواقفه الخاصة من قضية الصحراء رغم كونه غير معني بها، و معروف بتردده على الجزائر و مخيمات بوليساريو، لكن لا أحد أزعجه أو حاكمه. اليوم يعود الفضل للجامعي في الزج بأنوزلا في غياهب قضية لا يعرف أحد بدايتها و نهايتها. فهل من
أخلاقيات العمل الصحفي أن يطالب شخص مقيم بالخارج بمتابعته و اعتقاله لمجرد إثارة الانتباه و لخلق نوع من البارجة الإعلامية فقط.
إن المسؤولية المهنية تقتضي من أنوزلا و الجامعي الاعتراف بالخطأ و الاعتذار عن نشر شريط يهدد أمن و سلامة المغرب. أما محاولة الركوب على الموجة و الجعل من أنوزلا بطلا و شهيدا للصحافة الحرة فذلك نوع من الانتحار الإعلامي.
و إذا كانت النيابة العامة قد تحركت بعد ثلاثة أيام فلأن لا أحد تحرك سواء من المسؤولين أو من الجسم الصحافي ، لينبه أنوزلا من كون ما قام به هو خرق لأخلاقيات المهنة و مجازفة تعرضه للمتابعة.
إن من يريد تصفية الحسابات القديمة و الجديدة مع جهات معينة، فعليه أن يقوم بذلك بعيدا عن توريط الرأي العام و الهيآت الحقوقية في قضية لا تعنيهم من قريب. لأن السحر ينقلب في بعض الأحيان على الساحر و هو ما يهدد بكشف ورقة التوت التي يتستر ورائها العديد من مستغلي الإعلام لأغراض أخرى.