أذان حقوقيون و إعلاميون نشر عدد من المواقع الالكترونية لأشرطة تمجد الإرهاب و تحرض على القتل و الكراهية و من ضمنها ما نشره موقع جريدة "البايس" الاسبانية و موقع لكم. و اعتبر المحامي محمد شماعو منسق وحدة المساعدة القانونية للصحافيين أن ما نشر في شريط القاعدة يثير الاشمئزاز منبها لضرورة أخد الحيطة و الحذر لدى الإعلاميين قبل نشر مواد قد تعرضهم للمتابعة القضائية. و اعتبر شماعو أن على الإعلاميين اعتبار استشارة القانونيين أمرا طبيعيا لا يقيد عملهم الإعلامي، بل بالعكس يقوي عملهم الإعلامي.
من جهته نبه الباحث السوسيولوجي يوسف صديق لخطورة ما ينشر في عدد من المواقع الإلكترونية من مشاهد الذبح و التحريض على الإرهاب. و اعتبر صديق أستاذ علم الاجتماع بكلية علوم التربية بالرباط، أن نشر فيديوهات مثل فيدو القاعدة بالمغرب الإسلامي من شاأنه التأثير على عقول المتلقي، خصوصا و أن عددا من المتلقين يفتقدون لأدوات التحليل و التمييز لما يتضمنه مضمون هذه الأشرطة.
و قال يوسف صديق أن لوسائل الإعلام مسؤولية أدبية و معنوية في نشر صور و أشرطة تتنافى مع حقوق الإنسان و مع الشرائع و القوانين ، مشيرا أن المتلقي البسيط و المواطن العادي لا يميز بين ما هو إخباري و ما هو تحريضي و مناف للقانون ، و من ثم نجد عددا من الشباب و من الناس العاديين يسقطون في براثن الجماعات الإرهابية و يتحولون بين عشية و ضحاها لمعتنقي فكر متشدد يسهل على الإرهابيين تجنيدهم مستقبلا.
و اعتبر الباحث السوسيولوجي أن المسؤولية تقتضي عدم نشر مثل هذه المواد و هو ما تلتزم به عدد من وسائل الإعلام ، لكن في المقابل نجد من ينساق وراء موجة جارفة من مظاهر صور القتل و العوة له، كما يحدث مع بعض القنوات الفضائية العربية كقناة الجزيرة.
كما اعتبر إعلاميون أن مواثيق أخلاقيات المهنة في العالم و مبادئ حقوق الإنسان ذات المرجعية الكونية ، وكذلك القوانين في مختلف البلدان ، تجرم ارتكاب مثل هذه الأفعال، بواسطة الصحافة.
و قد بادرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إثر توقيف علي أنوزلا، للقول أن بث شريط منسوب إلى تنظيم القاعدة يتضمن تحريضا على الإرهاب ضد المغرب، و على أن "حرية الصحافة لابد أن تمارس في إطار احترام أخلاقيات المهنة، والامتناع عن نشر أو بث أي مواد تتضمن تحريضا على العنف والإرهاب والقتل".
من جهته اعتبر فتح منصور مدير البرامج بمركز حماية الصحافيين بالأردن أن الرفع من الوعي القانوني للإعلاميين هو الكفيل بحماية الصحافيين من الوقع بالأخطاء
من جانبها، أكدت نقابة الصحفيين المغاربة، أنها "مع حرية الصحافة والتعبير لكل الزملاء في الصحف الورقية والمواقع الالكترونية وباقي وسائط الاتصال، ورغم كل هذا، يجب أن يوضح كون حرية التعبير بما فيها حرية النشر لا تعني نشر أي شيء سيما ما يتعلق بقضايا الإرهاب والعنف والتحريض والعنصرية أو ما شاكل".