أثارت زلة لسان مصطفى العلوي أثناء تعليقه المباشر على حفل تقديم الولاء بساحة المشور السعيد بالرباط، تعليقات تجاوزت حد النكتة. فمصطفى العلوي قال بعفوية حفل البلاء عوض حفل الولاء ليصحح ذلك فورا و تنطلق بعد ذلك موجة من التعليقات المجانية.
الرجل معروف بطلاقة لسانه و قدراته اللغوية، لكن الخطأ من شيم بني البشر، نظرا لظرفية الحدث و للضغط الذي يتعرض له المعلق في مناسبة هامة كتلك. و كثيرا ما سمعنا زلات لسان لسياسيين و وزراء بالبرلمان ، فمنهم من قال الدعارة عوض الذعيرة و اللعبة عوض الندوة... لكن قناصي الفرص لم يضيعوا زلة لسان مصطفى العلوي، فكثرت التأويلات و كثر المصطادون في الماء العكر. فمنهم من تنبأ بالعقاب و منهم من أصبح مثل المتطير في الجاهلية.
مصطفى العلوي لم يقترف أية جريمة لأن زلة لسانه عادية، و الرجل متقاعد من التلفزيون و يشتغل بعقد عمل. أما ما تلا ذلك من تعليقات فلكل واحد حق التعليق و النكتة، لكن حينما يختلط التعليق على زلة لسان بمحاولة جر الحدث لمستنقع السياسوية و الحسابات الضيقة يصبح ذلك نوعا من القبح و الوقاحة.
فالتعليقات الطائشة لفلتة لسان مصطفى العلوي ليست سوى زلات قلم بليدة، تحولت لنوع من الغباء السياسي بعد اللحظة. لكن المثير في الآمر أن عددا من المعروفين بحقدهم الدفين من أذناب لا داعي من ذكر أسمائهم ، هم من اقتنصوا الفرصة للترويج للأغاليط و خلق قضية من لا شيء. و هم في الحقيقة لم يخرجوا عن عاداتهم السيئة، فلا شغل لهم سوى الضرب تحت الحزام و الصيد في الماء العكر مثل أي محتال أو نصاب لا يملك لا المروءة و لا الأخلاق ليميز بين وقت الجد و ووقت الهزل.