قررت الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الثلاثاء، تأجيل محاكمة المتهمين الراشدين المتابعين في أحداث الشغب والتخريب المرتبطة بالمباراة التي جمعت بين فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي بالعاصمة الاقتصادية، إلى غاية الخميس .
يأتي قرار المحكمة خلال هذه الجلسة، التي امتدت طوال اليوم، من أجل مواصلة الاستماع إلى المتابعين في هذا الملف المخصص للمتهمين الراشدين الـ 135 (72 متابعا في حالة اعتقال و63 متابعا متمتعين بالسراح المؤقت).
كما قضت المحكمة بإرجاء البت في الدفوعات الشكلية التي تقدم بها دفاع المتهمين إلى حين مناقشة الجوهر. وتمحورت هذه الدفوعات أساسا حول "استدعاء ممثل الإدارة العامة للأمن الوطني ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، وضباط الشرطة الذين حرروا محاضر اعتقالات المتابعين قي هذا الملف، واستدعاء رئيسي محطتي القطار "أكدال - الرباط والوازيس بالدار البيضاء، وسائق القطار".
وقضت الغرفة بفصل ملف عشرة متابعين في حالة سراح لتخلفهم عن حضور جلسة اليوم. وكانت المحكمة قد قررت فصل ملفات القاصرين عن الراشدين.
و كان دفاع المتهمين قد حمل المسؤولية الكاملة لأحداث الشغب للإدارة العامة للأمن الوطني وللجامعة المغربية لكرة القدم. قال المحامي مصطفى بوظهر في تدخله في إطار تقديم الدفوعات الشكلية، أنه «لا يمكن جعل المتهمين أكباش فداء لمحاربة الشغب»، لأن الإدارة العامة للأمن الوطني وجامعة كرة القدم، في نظره، كانا على علم مسبق بوقوع هذه الأحداث، بعد أن تم الإفصاح عنها بشكل مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أشارت إليه أيضا محاضر الشرطة القضائية.وأكد بوظهير أن إدارة الأمن الوطني وجامعة كرة القدم كان بإمكانهما تأجيل تاريخ إجراء المباراة أو تنظيمها في مدينة أخرى، بعيدا عن مدينة الدار البيضاء، ملتمسا من هيئة المحكمة، استدعاء المدير العام للأمن الوطني أو ممثل عن الإدارة العامة للأمن الوطني ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، من أجل مساءلتهما حول الترتيبات والإجراءات التي تم اتخاذها من أجل تأمين مقابلة في كرة القدم من حجم مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي.
ووصف المحامي الاعتقالات التي طالت عشرات من المتهمين ب «العشوائية»، وقدم لهيئة الحكم نسخة من إحدى الجرائد التي نشرت صور مجموعة من المتهمين، تظهر بشكل واضح ما أسماه ب «عشوائية الاعتقال».
ومن جهته، التمس المحامي محمد الشاوش، استدعاء رئيسي محطتي القطار الوازيس بالبيضاء وأكدال بالرباط، وسائق القطار، الذي نقل جمهورالرباط إلى البيضاء، وكذا رئيس فرقة مكافحة المخدرات بالدار البيضاء، الذي أشرف على تحرير بعض محاضر الضابطة القضائية، وأيضا رئيس الدائرة الأمنية بلفديرمن أجل مساءلتهم والاستماع إلى شهاداتهم.