انتهى حكم الإخوان المسلمين في مصر بطريقة مهينه لممثلي حزب الحرية و العدالة الذي جاء عن طريق صناديق الاقتراع، لكنه تجبر و أراد الاستفراد بالسلطة لأخونة الدولة و المجتمع.
المجتمع المصري له تاريخ سياسي عريق و نخبة مثقفة لا يمكنها أن تقبل بنظام فاشي من نوع جديد ، يجعل من الدين مطية للسيطرة السياسية. إحدى الأخطاء القاتلة لمرسي و لما يسمى عصابة مكتب الارشاد، كان إطلاق العنان للدعاة السلفيين و الإخوانيين لتكفير الناس و ترهيبهم و تهميش مؤسسة الأزهر الذي كان دائما صمام أمان لأي انفلات ديني نحو التشدد و التطرف.
مرسي و الإخوان لم يستوعبوا هبة الشعب المصري و راهنوا على تنظيماتهم السرية، لكن الغلبة كانت لصوت العقل و للاعتدال و الحكمة لقطع دابر حكم الطوائف الجدد.
جرائم سياسية ارتكبت من قبل الإخوان كما قال الناشط السياسي المصري جمال فهمي عضو جبهة الاتقاد . مضيفا أن جماعة الإخوان ذهبت بعيدا في الانتهازية و الكذب الصريح، فهي تنسب نفسها للدين لكن تقوم بالكذب و التدليس...
آخر المعلومات تفيد بكون الإخوانيين صدرت في حقهم مذكرات توقيف كسعد الكتاتني و رشاد البيومي ، و البعض الأخر منع من السفر، فماضي الإجرام السياسي و الاقتصادي ظهر من جديد ليرمي بالإخوان في السجون.
و عدد معارضوا مرسي أخطاءه، فهو الذي شرّع إعلانا دستوريا على مقاسه، محصنا به قراراته الإدارية والسيادية مما جعله في وضع مماثل للآلهة، وهو الذي همَّش مستشاريه ولم يستشرهم في أي من تفاصيل الحكم ومنهم من كان أعز مقربيه، مما جعله يفقدهم الواحد تلو الآخر (سيف الدين عبد الفتاح، أيمن الصياد، عمرو الليثي، مرقص، جاد عبد الله....)، وقبل ذلك هو الذي نكت بأغلب وعوده أيام كان في حاجة ماسة لدعم التيارات الشبابية من أجل الفوز على مرشح النظام السابق أحمد شفيق، فلقد وعد الشباب بان يعين نائبا له مسيحيا ونائبة امرأة، ولم يف بذلك، بل لم يعين إلا من أهله وعشيرته، لا على أساس الكفاءة وإنما بدعوى الثقة والتدين.
و حذر محللون سياسيون من ردة فعل الإخوان و التيارات الاسلامية المتشددة التي من شأنها خلق جو من العنف الدموي في مصر، لكن في مقابل ذلك يرى آخرون انه خلال ستين سنة الإخوان منعوا، لكنهم استمروا و انغرسوا في المجتمع المصري لكن في سنة من الترخيص لهم نبدهم الشعب.
و يرى العديد من المحللين أن ما وقع في مصر ينذر بمد جارف لتهاوي تيار الإخوان المسلمين و الإسلام السياسي في العالم العربي، و هو ما يشكل سقوط حائط برلين جديد ستتهاوى فيه تنظيمات الإسلام السياسي كما تهاوت دول المعسكر الشرقي في التسعينات.