كشف تقرير المركز المغربي لحقوق الإنسان - فرع سبع عيون معطيات جديدة بشأن إقدام المواطن العطاوي عبد الكبير على الانتحار بتاريخ الاثنين 24/06/2013 أمام بلدية سبع عيون في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الاثنين .
و كشف التقرير أن المواطن عبد الكبير العطاوي ، مزداد بتاريخ 1959، والساكن بحي ايت داود متزوج وله خمسة أولاد عامل بالحقول الفلاحية .
و قال تقرير المركز أن زوجة الهالك تعاني من مرض، يتطلب علاجه أمولا طائلة، وحيث أنه عاطل عن العمل وغير قادر على تأمين مصاريف العلاج، لجأ إلى جمع الوثائق اللازمة من أجل الحصول على بطاقة التغطية الصحية (رميد) لكي يتمكن من إجراء عملية جراحية لها .
إلا أن أحد أعوان السلطة، الخاص بالحي كان يتماطل في منحه شهادة الاحتياج،حيث ومنذ حوالي خمسة عشرة يوما، لم يستجيب أحد لطلبه، حيث بلغ إلى علمه بأنه أصبح ممنوعا من هذه الشهادة حسب أقوال المسؤولين داخل باشوية المدينة، وفق تصريحات زوجته، كما أنه لم يجد من يوجهه من أجل الحصول على الوثائق اللازمة للحصول على بطاقة رميد، حيث كلما ذهب إلى الباشوية، يوجهونه إلى البلدية، فيما يعيد مسؤولو وموظفو البلدية توجيهه إلى الباشوية، مما ولد لدى هذا المواطن حالة من الإحباط واليأس جراء شعوره باستحالة حصوله على بطاقة رميد، خاصة في ظل معاناة شديدة لزوجته مع المرض، ولا يمكن لها إجراء العملية دون أداء مبالغ هامة، أو الاستعانة ببطاقة رميد .
وفور ولوجه إلى بلدية سبع عيون، قام أحد المسؤولين بنهره بطريقة مهينة، مما أشعره بحالة من اليأس، أقدم بسببها على شراء كمية من مادة حارقة يجهل لحد الآن نوعها، وسكبها على وجهه وعلى بطنه، ثم تقدم أمام باب مقر البلدية وأشعل النار في نفسه..
وقد حاول بعض الحضور إنقاذ المواطن عبد الكبير العطاوي من النيران، إلا أنها التهمت جسمه بشكل كبير، خاصة مع الحرارة المفرطة، وبعد إطفاء النيران، طالب رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسبع عيون، الذي حضر إلى عين المكان، بإحضار سيارة الإسعاف، التابعة للبلدية، إلا أنه تبين بعدما أقلت المصاب بأنها فارغة من البزين، مما اضطرهم إلى تزويدها بكمية بنزين بثمن 50 درهم، وما أن قطعت بضع كيلومترات، حتى توقفت عن السير، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حيث تبين بأن السيارة لا تتوفر على زيت ملائم، حيث تستعمل فقط الزيت المحروقة، بدل الزيت الخاصة بالمحرك، مما دفع رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان إلى طلب سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، حيث تم نقل المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس وعند معاينته من قبل أطباء المستشفى أخبروا من كان بصحبته بأن الشخص قد فارق الحياة..
و حمل تقرير المركز المسؤولية لكل من باشوية المدينة والمجلس البلدي للمدينة إزاء ما وقع للمواطن عبد الكبير العطاوي، كما ندد بأسلوب الاستهتار واحتقار المواطن وتفشي الفساد الإداري وتفشي المحسوبية و بحرمان عدد كبير من الفقراء من بطاقة التغطية الصحية رميد.
و طالب بفتح تحقيق فوري ودقيق حول أسباب إقدام المواطن عبد الكبير العطاوي على إضرام النار في جسده، وتحديد المسؤولين في حرمانه من حقوقه، وإحالة المتورطين في عدم قيامهم بواجبهم على. و في أسباب حرمان عدد من المواطنين الفقراء من بطاقة رميد، وتمتيع آخرين بها رغم عدم توفرهم على شروط الحصول عليها.