أصبح العمر السياسي لعبد الله بوانو في خطر بعد أن حقن نفسه بجرعة زائدة من الشعبوية المغشوشة. فالكلام المطلوق على عواهنه هنا و هناك قد يقود صاحبه إلى الموت السياسي,. فكثرة الكلام الذي لا يجدي و قلة الأفعال ستجعل الناس يملون من نفس الخطاب و ربما يرمون صاحبه في القمامة، خصوصا أن الحكومة الموقرة مقبلة على الزيادة في ثمن الغاز عاجلا آم أجلا.
القيادي الإسلامي بوانو قال إن حزبه أخطأ عندما لم يقتلع الفساد من جدوره غداة التصويت على الدستور الجديد . تصريحات بوانو خطيرة وتستهدف بنية الدولة و تكشف النزعة الاستئصالية والديكتاتورية المتجذرة في حزب العدالة والتنمية و الاسلاميين بصفة عامة أينما وصلوا للسلطة في العالم العربي . و خير دليل على ما نقول هو ما يحصل في مصر و تونس.
تصريحات بوانو يجب أن تدفع صاحبها للخجل عوض التبجح أمام كاميرات التلفزة في البرلمان و امام الجماهير في ساحات اللغط السياسي. فحزب بوانو يجب أن يكنس امام بيته قبل ان يتهم الأخرين. ففضائح بعض المنتمين للمصباح أصبحت تزكم الأنوف، اللهم إلا إذا كان بوانو يعتقد أن إسلاميي العدالة و التنمية ليسوا من فصيلة البشر أو هم معصومون كالأنبياء.
و لعل بوانو لا يعلم بفضائح تزوير الوثائق للزواج مثنى و ثلاث و التي يجرجر فيها أعضاء من حزبه امام المحاكم بشكايات من زوجاتهم. أما فضيحة الطبيب الجراح فهي لا تتعلق بالزواج كباقي المناضلين المزواجين ، بل تتعلق بالأرض و بقضية " تعاونوا على البر و التقوى"، و لعل الأيام القادمة ستكشف لبوانو حجم المفسدين في الأرض من حوله و التي يجب أن يقتلعهم من جذورهم .