لم يجد عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بالغرفة الأولى للبرلمان، من مبرر ليشرح به تخبط حكومة بنكيران في المشاكل و عدم القدرة على تفعيل النمو، سوى لغة الخشب الممزوجة بالشعبوية الرخيصة.
النائب البرلماني الذي ألف الصراخ بدون هدف قال إنه كان متأكدا وترسخ لديه التأكيد بعد الاجتماع الذي جمع أعضاء فريقه صباح أمس الاثنين، مع محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، ومع ادريس الأزمي وزير الميزانية، بأن الوضعية الي يعيشها الاقتصاد الوطني اليوم، ما هي إلا نتاج لسياسات عمومية، سابقة وما هي إلا آثار لتوجهات خاطئة للحكومات السابقة، مبرزا أن جزء مما يقع اليوم هو إبراز لجوانب كانت خافية في تدبير المالية العمومية فيما سبق.
و يبدو أن بوانو كان له رأي آخر فغيره بسرعة بمجرد سماع حاشية بوليف على شرح الميزانية على متن قانون المالية. المثير للشفقة أن بوانو تحول لتابع لدعاة الجبر و لا لدعاة الاختيار حيث قال أن قَدَر هذه الحكومة أن تعيش على وقع نتائج التدابير "الخاطئة" للحكومات السابقة. و لأول مرة نرى سياسيا يدخل الاقدار في حسابات الميزانية.
خطابات نواب المصباح أصبحت تتجه رويدا رويدا نحو لغة الخشب و الديماغوجية بعد ان استنفدت قاموس كليلة و دمنا. أما النائب أفتاتي فتبريره للفشل الاقتصادي لبنكيران فسببه مقاومة المفسدين لمشروع الخير و النماء الذي يبشر به بنكيران المغاربة و الذين لم يشاهدوا سوى الزيادات في المواد الأساسية و التقشف و التقهقر في كل المستويات .
إرجاع الفشل للحكومات السابقة هو في حد ذاته عملية للهروب إلى الأمام عوض تشخيص المشاكل الحقيقة و التي من بينها عدم أهلية العديد من المسؤولين الحكوميين لتسيير الشأن العام. فالإخوان جائوا للحكومة بلغة الشعارات و يد الله مع الجماعة. أما المؤشرات الاقتصادية و المديونية فعلاجها بقراءة آية الكرسي لتنسحب العفاريت.
إن تصريحات نواب العدالة و التنمية لتبرير تخبط حكومة بنكيران تثير الضحك و الشفقة، لكنها في نفس الوقت تدعو للقلق على مصير بلد. فيبدو أن من يشكلون النخبة السياسية اليوم المتحملة للمسؤولية، لا قدرة لهم على تحمل المسؤولية، لسبب بسيط هو أن سبب الفشل بالنسبة لهم هو الآخرون و ليس رؤيتهم الضيقة لتسيير الشأن العام.