أصبحت خرجات عبد الاه بنكيران تثير الاستغراب من كون الرجل نسي أنه رئيس حكومة و ليس مجرد أمين عام لحزب حل أولا في الانتخابات التشريعية.
بنكيران لم يستطع التخلص من جبة الزعيم الحزبي ليكون رجل دولة يمثل جميع المغاربة بعفاريتهم و تماسيهم و حتى الفلول المتربصين به في جميع المواقع. الرجل أصبح يرى المتربصين في كل مكان و بين المعطلين و النساء السلاليات...
بنكيران أصبح يقول الشيء و نقيضة مثل السوفسطائي جورجياس، فمرة يقول أن 20 فبراير ماتت و مرة يهدد بالنزول للشارع معها. أما التضارب حول الملفات الحساسة كالمقاصة و صناديق التقاعد فحدث و لا حرج.
كل ما يفعله بنكيران هو الهروب إلى الأمام عوض معاجة المشاكل العالقة، فعوض الانكباب على الحلول لا يقوم بنكيران سوى بإطلاق العنان لحنجرته أثناء التجمعات الخطابية ليكيل التهم. و يستعد شهرا ليدخل في مشادات كلامية مع فرق المعارضة في البرلمان أثناء جلسة الأسئلة الشهرية.
عوض أن يشد عضده بذوي الخبرة من الكفاءات الوطنية، نراه يقرب منه عددا من الإخوان من المتقاعدين من ذوي الاختصاص في الوعظ و الإرشاد. فحتى فريقه البرلماني المكون من 107 نائب منهم ما لا يحمل من صفة النائب سوى الاسم. فالمسؤولية تقع أولا على فريق المهللين من أمثال أفتاتي و بوانو و النائم المستيقظ المقرئ أبو زيد بين الفينة و الأخرى. فكل ما يقومون به سوى استغلال عواطف الناس في قضايا كمناهظة التطبيع و المشاهد الساخنة في الأفلام و ترهات من قبل منع الخمور... أما لغة معدلات النمو، و ميزان العجز التجاري و احتياطي العملة الصعبة فهي مصطلحات غير موجودة في قاموس أصحابنا.