قال الباحث إدريس هاني المتخصص في الحركات الإسلامية، أن العالم فوجئ بصعود بتيارات الإسلام السياسي للحكم رغم أنها لم تشارك في الحراك الشعبي ، حيث كانت مرغمة على تحويل خطابها من دولة المدينة للدولة المدنية.
و أشار إدريس هاني في ندوة "آفاق الدولة المدنية في العالم العربي" للمركز العلمي العربي للابحاث و الدراسات الانسانية، أن العدالة و التنمية المغربي يعتبر تيارا للإخوان المسلمين رغم ان عبد الإله بنكيران لا يتوانى في نفي ذلك في كل حواراته الصحفية. و رغم أن حزب بنكيران ليس عضوا في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لكن مرجعية الحزب معروفة و معتمدة على أفكار الإخوان.
و أعطى هاني عددا من المؤشرات على ذلك كحضور عدد من منظري الإخوان و التيار السلفي لمؤتمرات التوحيد و الإصلاح و ندواتهم الفكرية. كما أعطى هاني أمثلة من الثمانينات حيث حظر للمغرب زين العابدين سرور و التقى عددا منهم. كما أن عبد الكريم مطيع يرى ا ن اول من ربط الاتصال مع الإخوان المسلمين هو الدكتور الخطيب. و يرى هاني أن الإخوان مدعومون من قطر بينما السلفيون مدعومون من السعودية إلا إذا كانت هناك سلفية إخوانية كتيار سرور الموجود في قطر.
و اعتبر هاني أن تبرأ بنكيران من الإخوان لا يعدو أن يكون تقربا من السعودية المرغوب فيها الآن في المغرب. ونبه هاني أن صعود الإخوان راجع لقوتهم التنظيمية التي يؤمنون بها، بينما السلفيون بقوا على الهامش لعدم إيمانهم بالتنظيم و لنزوعهم نحو الفكر الجهادي الذي يكفر الحاكم و الدولة، كما ان السلفيين اليوم يشكلون عصا في عجلة حكومات الإخوان.
و نبه الباحث أن الإخوان كان همهم التكيف مع الأوضاع الجديدة و ليس التجديد، فكيف لجماعة دعوية أن تؤسس لمشروع الدولة المدنية؟
و اعتبر هاني فشل الإخوان في المغرب لاختلاف طبيعة النظام بين المغرب و المشرق الأكثر باتريالكية بينما النظام في المغرب ينزع نحو التقليدانية. و اعتبر هاني أن تمكن الإخوان في مصر جاء بعد صفقة سرية ما الولايات المتحدة ، كان الوسيط فيها نشطاء المجتمع المدني كانوت في السجن مع عصام العريان.
في الأفق المنغلق لدولة الإسلام السياسي
من جهته اعتبر الباحث عبد الوهاب المعلمي ان مشروع الدولة في الإسلام السياسي يصطدم واقعيا مع المنظومات الدولية و آليات حقوق الإنسان، مستشهدا بما خلص إلية عبد الكبير العلوي المدغري في كتابه "الحكومة الملتحية".
و اعتبر المعلمي أن ما نعيشه اليوم في دول الربيع العربي هو شبيه بمرحلة الاستقلال، لكن الفرق أن للحظة ثورة شعبية ضد أنظمة استبدادية مع فرق واضح بطبيعة الظرفية التي سادت لحظة الاستقلال و هي الحرب الباردة بينما اليوم العولمة و الإسلام السياسي.
و اعتبر معلمي أن الربيع العربي لم يتخد طابعا ثوريا عكس المشرق، مضيفا أن في كل دول الربع العربي هناك تناقضات حول طبيعة الدولة كمصر و طبيعة النظام كتونس أو المسألة الفيدرالية في ليبيا, وخلص الباحث أن الاستبداد حين يكون من الدولة بسند شعبي كحالة الربيع العربي يكون أكثر خطورة .