حل مساء الخميس 7 فبراير بتونس العاصمة، وفد ممثل لحزب الأصالة والمعاصرة، يقوده رئيس المجلس الوطني للحزب، ورئيس فريقه بمجلس المستشارين حكيم بنشماش، وعضوية خديجة الرويسي، محمد المعزوز و سهيلة الريكي، وذلك من أجل المشاركة في جنازة المناضل والمعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، والذي كان يشغل منصب الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، حيث تعرض للاغتيال صباح الأربعاء 7 فبراير الجاري على يد مسلحين بالقرب من منزله، بعد أصيب ب 4 رصاصات قاتلة في رأســــــــه.
وكانت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة -وفور وصولها إلى تونس- قد اتجهت صوب منزل عائلة الراحل بلعيد (مساء الخميس 8 فبراير)، لتقديم الدعم المعنوي وآيات المواساة لعائلته المكلومة. حيث كانت لها جلسة مطولة مع أفراد الأسرة، وكان لا بد من أن تحيي عاليا شجاعة أرملته المحامية المناضلة ذة. بسمة، والتي جاء في كلامها أن عملية اغتيال زوجها، لن تحد من نضالها ولا من نضالات الشعب التونسي في سبيل الانعتاق من الظلم والظلام....
بلعيد (49 عاما) السياسي والمحامي، والعضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي. وري جثمانه الثرى، في مربع الشهداء في مقبرة الزلاج بالمدخل الجنوبي للعاصمة التونسية، بعد صلاة الظهر ليوم الجمعة 08 فبراير، بحضور مئات الآلاف من المشيعين المنتمين إلى مختلف الأطيــــــاف السياسية، النقابية، الفكرية، وعموم أفراد الشعب التونسي.
وقد التقى آعضاء وفد حزب الأصالة والمعاصرة خلال مراسيم التشييع بعدد من القيادات الوطنية التونسية، التي عبرت عن تقديرها لهذا الحضور الوازن ولمشاطرة الحزب المغربي لأحزان الشعب التونسي.
وكان المشيعون قد رددوا في ذات الموكب الجنائزي المهيب، شعارات تطالب برحيل حكومة حزب النهضة، والذي وجهت له أصابع الاتهام بخصوص اغتيال بلعيد، وتحميله كذلك أسباب وتبعات الأزمة الشاملة التي تشهدها تونس منذ فترة طويلة. كما شهدت لحظة ما قبل دفن الشهيد بلعيد اندلاع مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، حيث استخدمت الشرطة ضد هؤلاء القنابل المسيلة للدموع بهدف تفرقتهم، بل واعتقل المئات منهم...
وبسبب أحداث العنف التي حصلت في محيط المقبرة وفي منطقة وسط العاصمة، اضطرت قوات الأمن لاستعمال القنابل المسيلة للدموع ، لدى تدخلها لمنع الاعتداء على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وذلك بعدما تم إحراق سيارات وارتكاب أعمال سطو.
وقد تمكن وفد الأصالة والمعاصرة بصعوبة من العودة إلى الفندق، وسط سحب الغازات المسيلة للدموع.