تحول فتح الله أرسلان إلى متنبي يقرأ الطالع حول الثورات الموعودة هنا و هناك، و اختار أرسلان أن يعلن عن أجندة الجماعة من خلال مؤسسة إعلامية أمريكية كعادة الإسلاميين بشتى تلاوينهم . فالولاء لأمريكا أولا و أخيرا, أما الدين و الزهد و كلام الدراويش فهو للاستهلاك المحلي فقط.
و اعتبر أرسلان، في حوار مع وكالة "أشوسايتد بريس" الأمريكية من خلال مراسلها في المغرب الذي لا يفعل شيئا سوى التسكع بين تجمعات الرادكاليين و العدميين،" إن المغرب يتراجع إلى الوراء مع استمرار وجود هيمنة كاملة لملكية وراثية تمسك مقاليد الأمور ولاتحاسب على مسؤولياتها".
ورفض أرسلان التنبئأ بموعد للانفجار الشعبي الذي توقعه، "إلا أنه قال بأن كل أسبابه موجودة في الواقع المغربي". و الغريب في الأمر أن أرسلان تنبأ بالثورة في المغرب و لم يرى بأم عينيه الثورات في بلدان الربيع العربي على حكم الاسلامويين في كل من مصر ، ليبيا و تونس. فقد تبين للشعوب العربية أن الإسلاميين سرقوا أحلامهم في الديمقراطية و التنمية لصالح نظام سمته الاستبداد الشرقي و التسلط بإسم حكم المرشد و ولاية الفقيه التي لا تنتجان سوى نظام ماضوي ينتمي للعصور الوسطى . و الاكثر من ذلك أن عهد التصفيات الجسدية للمعارضين قد بدأ من تونس مع إغتيال شكري بالعيد.
إن تصريحات فتح الله أرسلان العضو النافد وراء الأمين العام الباهت، تكشف بالملموس الأجندة الخاصة التي تتوفر عليها العدل و الإحسان الحزب السري الذي يمارس التقية في النوايا و العلنية في الأفعال.
و ما لا يستطيع أرسلان و لا غيره من الجماعات قوله "للأشوسايتد بريس الامريكية" هو أن الشعوب العربية استفاقت من سبات عميق بعد عقود من الخداع و الاستغلال السياسي باسم الدين لتكتشف المشروع الحقيقي لحكم المرشد و الذي يسميه الامين العام الصوري للجماعة بالحكم الراشد.
و ما يبرر الغل الدفين لأتباع الجماعة و حتى بعض الثورجيين على المؤسسة الملكية هو كونها تفشل مخططاتهم العدمية، لكونها كانت دائما رمزا للوحدة الوطنية و السياسي.