تشهد الجزائر أزمة ماء حادة منذ بداية الصيف دفعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، في الوقت الذي سجلت فيه مخزونات السدود عجزا بنسبة 25 بالمائة، بحسب بيان صادر عن وزارة الموارد المائية الجزائرية .
وقال بيان الوزارة إن الجزائر تعيش على غرار دول بحر الأبيض المتوسط عجزا مائيا ناجما عن التغيرات المناخية، التي أثرت بشكل كبير على الدورات الطبيعية للتساقطات المطرية.
وعزا البيان ذلك إلى شح الأمطار، ما أدى إلى تراجع كبير في منسوب مياه السدود عبر البلاد، خاصة في المناطق الوسطى والغربية للبلاد مع تسجيل نسبة عجز تقدر بـ 25 بالمائة من احتياطي السدود.
ووضعت الحكومة الجزائرية خطة بديلة لتغطية العجز المسجل في مياه الشرب على مستوى المدن المرتبطة بنسب متفاوتة في التزود بالمياه السطحية.
وقررت الحكومة الانطلاق في إنجاز برنامج استعجالي لتغطية أو الحد من العجز في المياه السطحية، من خلال تعزيز قدرات إنتاج المياه الجوفية، والاستعانة بتأهيل وتوسيع محطات تحلية مياه البحر، وإنجاز محطات جديدة على المدى القصير لتغطية العجز في مياه الشرب.
وأعلنت وزارة الموارد المائية عن خطة خاصة بالعاصمة الجزائر، تشمل إنجاز أربع محطات لتحلية مياه البحر ستدخل حيز الخدمة بين شهري يوليو وأغسطس القادمين بهدف تعزيز الخدمة العامة للماء في الجزائر العاصمة وضواحيها.
وقالت الوزارة في بيانها إن كميات المياه المتاحة في السدود لا تسمح حاليا سوى بتحقيق إنتاج يومي يتراوح بين 750 - 850 ألف م3 يوميا.
وتشهد بلديات العاصمة الجزائر الـ 57 حالة من القلق الدائم من شح المياه، ما دفع الآلاف من سكان العاصمة إلى اقتناء خزانات المياه الكبيرة.
ويعتمد نظام التزويد بالمياه للعاصمة الجزائر وضواحيها على أربعة سدود محيطة عند الحاجة، بالإضافة إلى ثلاثة أنظمة تزويد أخرى تسمح في الظروف العادية بإنتاج 1.2 مليون م3 يوميا، غير أن الأزمة الأخيرة (شح الأمطار) أدت إلى تراجع حصة سكان العاصمة من المياه، وهي تسير الآن وفق برنامج صارم للتوزيع لا يفوق في كل الأحوال 10 ساعات يوميا.
وقررت الحكومة إطلاق مشاريع في الولايات الغربية بالخصوص ولاية وهران ثاني أكبر مدينة جزائرية من حيث السكان، باعتماد محطات تحلية مياه البحر.
وصرح وزير الموارد المائية مصطفى كمال ميهوبي، لإذاعة الجزائر الحكومية أن البديل في الوقت الحالي يكمن في تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه المستعملة لتغطية العجز.
وأوضح أن الجزائر تمتلك في الوقت الحالي 11 محطة لتحلية مياه البحر، منها عشر محطات تنتج مليوني متر مكعب يوميا، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على رفع عدد المحطات إلى حوالي 20 في آفاق 2030 لتعويض مياه السدود التي ستحول إلى الزراعة.
ويستهلك الجزائريون سنويا ما بين 3.6 إلى 4 مليارات متر مكعب، 30 بالمائة منها تأتي من السدود، فيما تأتي البقية من الآبار ومحطات تحلية مياه البحر.