عمد موح الرجدالي، رئيس المجلس البلدي لتمارة، والقيادي بحزب العدالة والتنمية، إلى إعطاء تعليماته لمصالح الجماعة بإزالة لافتات من الأزقة التي تحمل أسماء تعود لمشايخ ودعاة معروفين بالتطرف والتشدد اطلقها المجلس مند 2006 في عملية شبه تدليسية تحت بند تسمية ازقة باسماء "صحابة الرسول" كما جاء في محضر دورة سابقة للمجلس.
وفوجئ متابعون للشأن العام ان اللافتات التي تحمل أسماء الدعاة المتطرفين قد اختفت من على الجدران في لمح البصر. كما أن موح الرجدالي صرح للصحافة "انه قد يكون هناك خطأ ارتكب في تسمية بعض الازقة" و هو ما يظهر حالة الالتباس و التخبط التي يعيشها الرجدالي و مجلسه بعد اكتشاف هذه الجريمة الشنعاء في حق الهوية المغربية.
وأثار إطلاق أسماء رجال دين مشارقة على عدد من أزقة وأحياء مدينة تمارة، تنديداً وغضباً واسعين، في صفوف مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي المغاربة، الذين استغربوا من وضع هذه الأسماء، التي لا تمت بأي علاقة مع التاريخ والثقافة المغربيين، على فضاءات مدينة مغربية. كما قوبل بشجب ورفض كبيرين على الشبكات الاجتماعية، حيث طالب معلقون بسحبها وتغييرها بأخرى ترتبط بالهوية والتاريخ الوطنين، متسائلين عن خلفيات إقرار هذه "الأسماء الغريبة عن الهوية والثقافة المغربيتين".
ومع انتشار صور أسماء هذه الأزقة، سارع عدد من ساكنة تمارة إلى توقيع عريضة تستنكر قرار المجلس الجماعي وتطالب بتغييرها. وجاء في نص العريضة أن إطلاق التسميات على الشوراع والأزقة والأماكن العمومية تحكمه العديد من الأعراف والقوانين من أهمها استحضار الذاكرة الجماعية الوطنية والمحلية، اعترافا وتقديرا بالتضجيات والمجهودات التي قدمها وطنيون استرخصوا الغالي والنفيس من أجل الوطن. وطالب موقعو العريضة بـ"سحب هذه الأسماء وتعديل مقرر تسمية هذه الشوارع والأزقة بتسميات تنهل من الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، من أعلام ورموز الفكر والفن والرياضة ورجالات المقاومة المغربية".