دعا الملك محمد السادس الإثنين، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى إجراء تعديل حكومي تزامنا مع الدخول السياسي المقبل، معتمدا بذلك على الكفاءات و معيار الاستحقاق و الخبرة.
ودعا الملك محمد السادس أيضا في خطاب الذكرى العشرين لتربعه على العرش، سعد الدين العثماني، إلى إدخال أطر جديدة على مستوى الإدارة في المناصب العليا تتميز بالكفاءة و القدرة على تدبير الملفات العالقة.
وأضاف الملك محمد السادس أن الإجماع الوطني حول ثوابت الأمة ومقدساتها يتمثل في ثلاث نقط، أولها أن الملكية تعتمد سياسة القرب من المواطنين. وثانيها الخيار الديموقراطي والتنموي الذي يحرص عليه جلالته. وثالث هذه المرتكزات الإصلاحات العميقة التي حققها المغرب، وكذا المشاريع الكبرى التي انخرطت فيها المملكة.
وبفضل هذا، يضيف الملك، دخل المغرب العصر الحديث وتمكن من تجاوز عدة صعوبات، لكن صحيح أنه لم نتمكن أحيانا من تحقيق كل ما نطمح إليه، لكن ذلك يجعلنا، يقول جلالة الملك، أكثر عزما على مواصلة مسيرة الإصلاح وتقويم الاختلالات.
خارطة طريق لكسب رهان التنمية المستدامة
وقال الملك محمد السادس، في خطاب إلى الأمة بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش: "إن تجديد النموذج التنموي الوطني، ليس غاية في حد ذاته . وإنما هو مدخل للمرحلة الجديدة، التي نريد، بعون الله وتوفيقه، أن نقود المغرب لدخولها. مرحلة جديدة قوامها: المسؤولية والإقلاع الشامل".
واعتبر ملك المغرب أن "نجاح هذه المرحلة الجديدة يقتضي انخراط جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية، في إعطاء نفس جديد، لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا. كما يتطلب التعبئة الجماعية، وجعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار، حقيقة ملموسة، وليس مجرد شعارات".
ودعا الملك محمد السادس "جميع المغاربة، للمساهمة الإيجابية فيها، بروح المواطنة الفاعلة؛ لأن النتائج التي نطمح إليها، والمشاريع والمبادرات، التي نقدم عليها، لها هدف واحد هو : تحسين ظروف عيش المواطنين".
وأشار إلى أن "المرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله، جيلا جديدا من المشاريع. ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة"
وفي هذا الإطار، قال الملك محمد السادس "نكلف رئيس الحكومة بأن يرفع لنظرنا، في أفق الدخول المقبل، مقترحات لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية، بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق".
وأضاف الملك في خطاب الذكرى العشرين لعيد العرش أن " ولكننا نريد أن نوفر أسباب النجاح لهذه المرحلة الجديدة، بعقليات جديدة، قادرة على الارتقا بمستوى العمل، وعلى تحقيق التحول الجوهري الذي نريده"
ورسم الملك محمد السادس ملامح المرحلة الجديدة، بالقول إنها ""مرحلة واعدة، لأن ما يزخر به المغرب من طاقات ومؤهلات، تسمح لنا بتحقيق أكثر مما أنجزناه . ونحن بالفعل، قادرون على ذلك . ويظل طموحنا الأسمى، هو أن يلتحق المغرب بركب الدول المتقدمة"
وأضاف "أن المرحلة الجديدة، التي نحن مقبلون عليها، حافلة أيضا بالعديد من التحديات والرهانات الداخلية والخارجية، التي يتعين كسبها؛ وفي مقدمتها:
أولا: رهان توطيد الثقة والمكتسبات : لكونها أساس النجاح، وشرط تحقيق الطموح : ثقة المواطنين فيما بينهم، وفي المؤسسات الوطنية، التي تجمعهم، والإيمان في مستقبل أفضل.
ثانيا: رهان عدم الانغلاق على الذات، خاصة في بعض ا لميادين، التي تحتاج للانفتاح على الخبرات والتجارب العالمية، باعتبار ذلك عماد التقدم الاقتصادي والتنمو ي، بما يتيحه من استفادة من فرص الرفع من تنافسية المقاولات والفاعلين المغاربة.
ثالثا: رهان التسريع الاقتصادي والنجاعة المؤسسية : لبناء اقتصاد قوي وتنافسي، من خلال مواصلة تحفيز المبادرة الخاصة، وإطلاق برامج جديدة من الاستثمار المنتج، وخلق المزيد من فرص الشغل.
رابعا: رهان العدالة الاجتماعية والمجالية : لاستكمال بناء مغرب الأمل والمساواة للجميع . مغرب لامكان فيه للتفاوتات الصارخة، ولا للتصرفات المحبطة، ولا لمظاهر الريع، وإهدار الوقت والطاقات.
ودعا الملك محمد السادس في الخطاب ذاته، إلى "إجراء قطيعة نهائية مع هذه التصرفات والمظاهر السلبية، وإشاعة قيم العمل والمسؤولية، والاستحقاق وتكافؤ الفرص".